الشهيد القسامي القائد / محمد حمدان برهوم
من الرعيل الأول للقسام
القسام - خاص :
هم رياحين المقاومة وفرسانها الأبطال، امتطوا صهوة خيل الله، فصالوا وجالوا في ميادين العزة والشرف، ولطالما كرّت جيادهم على الأعداء غدوّاً وآصالا، ولكم لامست حوافر مورياتهم نقعاً في طريق جهادهم؛ فتشظّت مياه الأرض تبلل جبينهم وتروي عطش وجوههم من عرق خضّبها، ألم تعلموا بعد من هؤلاء؟ هم من حملوا الراية منذ البداية، ولم يطأطئوا هاماتهم إلا لله، فلا عدوٌ أرهبهم، ولا متخاذلٌ استطاع أن يقهرهم، حتى أكرمهم ربهم بالشهادة بعد حسن جهاد ورباط.
هم الشهداء الذين جادوا بالغالي والنفيس لديهم ووطنهم، فلا يشبههم أحد، باعوا الدنيا وربحوا الآخرة، هم كثر، ولككنا سنكتب عن أحدهم، وهو الشهيد القسامي القائد العسكري في كتائب القسام، "محمد حمدان برهوم" والمكنّى بأبي أسامة، الملقب بين أهله وأحبابه بـ "الشايب".
نشأة المغوار
كانت مدينة رفح جنوب قطاع غزة في الحادي عشر من يناير للعام ألف وتسعمائة وتسع وستون (11-1-1969)، على موعد مع ميلاد مميز لطفل ستكون له بصمة في قادم حياته، وسيرعب اسمه المحتلّين والمتعاونين معهم على أرض فلسطين.
وبين أحضان عائلته "برهوم" المهجّرة من بئر السبع عام 1948م، والتي انقسمت بعد الهجرة لقسمين، استقر بعضهم في رفح الفلسطينية، والجزء الأكبر في سكن الأراضي المصرية قبل أن تفصل رفح الفلسطينية عن المصرية، بعد اتفاقية عام 1981م، وانسحاب الاحتلال من سيناء، نشأ فارسنا.
"وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه" مقوله تنطبق على نشأة شهيدنا القائد، " فنما الفتى محمد برهوم في بيت محافظ، الطبية طبعه، والبساطة ثوبه، ربّاه فيه والديه على الخلق الكريم وتعاليم الإسلام الحنيف، وترعرع وسط بيئة إسلامية محافظة، كل ذلك وغيرها من الصفات أهّلته وشقّت له الطريق بأن يكون فتى ملتزم منذ صغره، وله مستقبل حافل ينتظره في شبابه.
كانت البراءة والبساطة على محياه وطبعه دوماً، وكان يشارك أبناء مخيم (بلوك G) بجوار مخيم يبنا، ألعابهم البسيطة، وكانت تربطه علاقات طيبة وقوية مع الجميع بسبب حضوره القوي في كل المناسبات.
وهل للشهداء من صدق قبول إلا بفضل دائهم، فعن علاقته بوالديه لن يفيه الكلام حقه، فربطته علاقة جيدة مع والديه لكونه أصغر إخوته، وكان طفلهم المدلل، كان يكنّ لهم حباً خاصاً، ولم يحدث أن أغضب والديه في حياته، بل كان نعم الابن البار بهما والملبّي لاحتياجاتهم، وفي ريعان صباه كان يساعد والده في تجارته، وتدبير شؤون المنزل.
ومما يذكر لشهيدنا أبي أسامة، أنه كان لا يترك زيارة الأرحام، يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم، ويساعد في حل مشاكل العائلة والجيران، ويساعد الجميع بقدر استطاعته حتى أن بعضهم حدث أهله بأنه كان يتفقدهم بين الفينة والأخرى.
"الشايب" لقبه منذ الصغر
في طفولته، ظهرت على شهيدنا القائد أبي أسامة، ملامح الكبار، حتى أطلقت عليه خالته لقب "الشايب"، بسبب كبر عقله وسلوكه الذي يكبر سنه بكثير، عندما رأت جلسته التي تشبه جلسات الكبار في الهيئة والكلام.
وكسب تلك المهارة كونه ابن عائلة معروفة تجتمع يومياً في فترة المساء في ديوان خاص بها، فكان الآباء يقومون باشراك أبناءهم في الجلسات حتى يتعلموا منها الكثير من العادات والتقاليد الفلسطينية.
علمه وعمله
تلقّى شهيدنا القائد "أبو أسامة" تعليمه الابتدائي في مدرسة (و) المشتركة للاجئين، وأنهى المرحلة الإعدادية من مدرسة (ج) الإعدادية، وبعد إكماله لهذه المرحلة ترك دراسته النظرية، ومال للجانب العملي الحياتي، فاصطحبه والده للتجارة في مجال الزراعة في سيناء، والداخل المحتل.
في صغره قام شهيدنا محمد برهوم بإنشاء (بَسْطَة) نثريات في سوق رفح المركزي يتاجر فيها يجلب منها مصروفه الشخصي، وبعد ذلك اتجه لتربية الدواجن، وقام بإنشاء مزرعة لذلك الأمر.
المسجد والدعوة
عرف شهيدنا طريق المساجد مبكراً فداوم في بداية حياته على الصلاة في مسجد النور ومن ثم الشهداء داخل رفح سيناء -قبل فصل رفح الفلسطينية عن المصرية- فكان يصلى الفرائض ويداوم عليها برفقة أبيه وإخوانه.
التزم شهيدنا بندوة الخميس الأسبوعية وجلسة القرآن بعد العشاء في مسجد النور التي كان يقوم عليها شباب الإخوان، وبعد فصل رفح المصرية عن الفلسطينية، انتقل لمسجد علي بن أبي طالب في (بلوك G)، وهناك كانت بداية التزام الشهيد الحركية.
ولأن من عرف طريق المساجد وجالس شباب الإخوان فيها، حتماً سيعجب بهم وبدعوتهم، ففي العام 1985م، التزم الشهيد القائد أبي أسامة في أسرة جانبية، وأظهر خلال تلك الفترة التزاماً كبيراً وتفانياً في العمل الإسلامي، وبعدها بثلاث سنوات بايع جماعة الإخوان المسلمين في العام 1988م، وخلال تلك الفترة شارك شهيدنا في الرحلات، والندوات الأسبوعية، وجلسات القرآن، والصيام، وزيارة المقابر ليلاً وكان أحد لاعبي فريق حطين التابع للمسجد في المنطقة.
محباً للأقصى
خرج محمد "الشايب" في عدد من الرحلات التي كانت تنظمها الحركة للداخل المحتل، والذهاب للمسجد المسجد الأقصى، وشارك أكثر من مرة لوحده أو برفقة إخوانه في مهرجانات الأقصى التي كان ينظمها الشيخ رائد صلاح في النقب، وأم الفحم.
كما ذهب عدة مرات برفقة إخوانه في المسجد والمنطقة من أبناء الحركة لأداء صلاة التراويح والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان.
وشارك في عدد من الرحلات الحركية الترفيهية التي كانت تستهدف تعريف الفتية على الأراضي المحتلة وفلسطين كل فلسطين، فكانت تذهب الرحلات إلى الناقورة بانياس وصفد وعكا ومناطق أخرى من فلسطين المحتلة.
الانتفاضة الأولى
مع اندلاع شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987م، بعد حادثة المقطورة الشهيرة، ودعوة حركة المقاومة الإسلامية حماس الجماهير النزول لمواجهة الاحتلال في كل مكان، كان شهيدنا القائد محمد برهوم من المشاركين بقوة في أحداث الانتفاضة منذ بدايتها.
فشارك أبو أسامة بشكل فاعل في توزيع البيانات الحركية، والكتابة على الجدران، والمواجهات مع جيش الاحتلال، ولصعوبة الوضع الأمني لمنزلهم وقربه من موقع للجيش الصهيوني على الخط الزائل، كان شهيدنا يقوم بإخفاء أغراضه (البلطة – البخاخات - السكين) في أرض والده.
ورغم قسوة وصعوبة المواجهات والضربات في ذلك الوقت إلا أن والده كان خير معين له فيقوم بالتأكد بنفسه من إخفاء معدات الانتفاضة الخاصة بأبنائه وكان يطلب منهم الانتباه الجيد لأنفسهم والحرص من العدو.
وبرفقة العديد من أبناء الحركة، كان يقوم بعمل كمائن لإعطاب دوريات الاحتلال من خلال رمي مسامير مثنية ومثبتة بشكل (رجل غراب) لتعطيل عجلات آليات الاحتلال، ومما يذكر أنه في أحد الأيام وبينما كان شهيدنا ورفاقه يقوموا بتصنيع تلك المسامير، حضرت دورية للاحتلال لتفتيش المنزل بشكل مفاجئ، فما كان من شهيدنا إلا وأن تصرف بسرعة في حين تجمّد الجميع وقام بإخفاء المسامير تحت سرير للصغار؛ لتضليل جنود الدورية، ونجا وإخوانه من التفتيش.
الاعتقالات
اعتقل شهدينا لأول مرة في سن الـ 21، بتاريخ 4-6-1989م، حيث اقتحم الاحتلال منزله ليلاً وكان الهدف اعتقال أخيه الأكبر، ولكن قامت الاحتلال باعتقاله أيضاً برفقه أخيه، وحكم أخيه بالسجن 16 شهراً، بينما تم توقيف محمد في سجن أنصار (2) مدة 70 يوم.
لم يثن الاعتقال من عزيمة القائد أبي أسامة، فبعد الإفراج عنه ازداد نشاطه في الحركة وكان يقود عدد من مجموعات جهاز الأحداث التابع لها.
أما الاعتقال الثاني فكان ليلة زواجه عام 1990حيث اعتقل سنة كاملة بسبب العمل في أحداث الانتفاضة، وبعد خروجه من السجن تزوج من إحدى قريباته فأنجب منها 3 أولاد و3 بنات، وبعدها بسنوات رزق بحفيده البكر الذي سمي على اسمه قبل 10 أيام من التحاقه بركب الشهداء مقبلاً غير مدبر.
عمله العسكري
داخل السجن تم تجهيز شهيدنا للعمل العسكري، وفور خروجه من السجن عام 1992م، بدأ عمله العسكري، وترأس مجموعة عسكرية تضم الشهيد القائد سلامة البحابصة و2 آخرين.
ومن ذكريات العمل المقاوم، أنه في أحد الأيام وبينما كان يجلس مع رفيقه الشهيد سلامة البحابصة في غرفة البيت الخارجية، وكانوا يقوموا بتجريب سلاح مسدس، خرج طلق بالخطأ، لكن الله سلم، ولم يسمع أحد الصوت على الرغم من قرب المنزل من موقع لجيش الاحتلال.
ومن ذكريات العمل، أنه كان يقوم بإخفاء سلاح (الكارلو) في مزرعة الدجاج الخاصة بالعائلة، لتعمية جنود الاحتلال والمتعاونين معهم.
وأيضاً في إحدى المرات تفاجأ الشهيدان بدورية لجيش الاحتلال تمر من أمام المنزل وكان معهم عجلة هوائية فيها سلاحهم موضع في المؤخرة ومعطى ببعض القماش، وخافوا من تفتيش الاحتلال، فما كان من شقيقة الشايب الصغرى إلا التدخل وإنقاذ الموقت، وأخذت العجلة منهم، وقادتها لمكان آمن، فلم يقترب الجيش منها لأنها أنثى، وخرج الشايب ورفيه بسلام.
غدر المنافقين
خلال الأحداث عام 1992م، وتسلط عناصر حركة فتح، كان شهيدنا ملثماً برفقة إخوانه في مهمة بجوار مسجد الهدى يبنا، وبينما تجمهر حولهم المواطنين وغيلة وغدراً، تسلل إليه من الخلف أحد عناصر فتح وطعنه بالخنجر في ظهره، فسقط وحمل لمكان آمن كي لا يعرفه أحد، وبقي مصاباً مدة 3 شهور يعالج في مستشفيات القطاع والداخل دون أن يعلم أحد سبب الإصابة، التي لازمته حتى استشهاده.
بعد رحلة العلاج عاد القائد محمد والتزم الفراش ولم يستطيع الحركة إلا قليلاً، في أحد أيام العام 1993م، دخل الاحتلال لتفتيش المنزل بعد صفقة سلاح للقسام، علم بها الاحتلال عن طريق عملائه، دخلت مخابرات الاحتلال المنزل للبحث عن السلاح واعتقاله كما أخبر العملاء.
بعد إكمال تفتيش البيت ولم يجد الاحتلال فيه شيء، وكان الشهيد مسبقاً قد خبأ السلاح في مكان آخر، فطلب الجنود من العائلة إحضاره، فأدخلتهم العائلة لغرفته فوجدوه قعيد على فراشه لا يستطيع الحركة فتركوه ظناً منهم أنه ليس على علاقة بصفقة السلاح.
وخلال التفتيش كان شهيدنا أبي أسامة قد قام بتهريب الأرشيف مع زوجة أخيه الذي كان معتقلاً آنذاك، ووجده الاحتلال معها بعد تفتيش البيت وأهله، وتم اقتيادها للتحقيق، فخرجت جماهير رفح للمطالبة بالإفراج عنها، وأفرج عنها لاحقاً بعدما أخبرت الاحتلال أنها لم تكن تعلم بما فيه باعتقادها أن الأغراض خاصة بالعائلة، فلفق الاحتلال القضية لزوجها الأسير، ولم تدلي بأي اعتراف على الشهيد القائد أبو أسامة .
غياب وعودة
بعد فترة من العمل العسكري كان "الشايب" من أوائل المطاردين في كتائب القسام وهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، طورد من قوات الاحتلال في عام 1992م، مدة 3شهور، ونجح بعد فترة من المطاردة من السفر إلى الخارج سراً وتنقل في العديد من الدول منها (مصر – سوريا – ليبيا – السودان).
وبعد خروجه من القطاع اعتقل لفترة لدى أجهزة الأمن المصرية التي حققت معه وبعدها تركته ليذهب إلى مبتغاه، فدامت غربة شهيدنا عن موطنه مدة 11 سنة.
أما عن عودته كما يرويها شقيقه الأكبر فيقول:" بعد الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة 2005م، فتحت الحدود الفلسطينية المصرية، وتحدث معي القادة العطار وأبو شمالة للاتصال بشقيقي محمد والطلب منه العودة من سوريا، وبالفعل حادثته وقلت له طلب إخوانه، فلم يتردد ولم يخبر أحد ونزل مسرعاً إلى مصر وعاد إلى القطاع في ظرف يومين من حديثي معه".
عاد الفارس إلى عرينه بعد خروج قسري، فاستقبله رفيقاه العطار وأبو شمالة، وعاد لينخرط في صفوف العمل المقاوم من داخل فلسطين بعد غياب لسنوات عدة، وعمل في إمداد المجاهدين بالسلاح برفقة القائد محمد أبو شمالة.
كان شهيدنا يجعل كل شيء مكتوب عنده، على اعتبارات أنها أمانت لديه وسيردها وترد في أي وقت وحين.
على موعد
لكل واحد في هذا الوجود ساعة لابد أن يرحل فيها إلى ربه، ويفارق فيها الأهل والأحباب والدنيا، وكثيرون هم الذين يموتون كل لحظة، لكن قليل من نسمع بهم ونعلمهم، وقليل من ذاك القليل الذين يتركون بصمات غائرة في جبين التاريخ، وفي صدر صفحاته، يسطرونها بمداد الدم الأحمر القاني، ولقد كان شهيدنا محمد –رحمه الله- من هذا القليل القليل، الذي طلق الدنيا، وعاش فيها يعمل للآخرة، وحان له أن يهاجر وأن ينزل عن صهوة جواده، ليظفر بالشهادة في سبيل الله عز وجل التي لطالما سعى لها وتمناها.
"نحن مقتولون مقتولون" كانت مقولة الشهداء القادة الثلاث العطار وأبو شمالة وبرهوم، وإن (إشارة القناص) تلاحقنا، ويرددون دوماً بأنهم سيأخذون بعضهم للجنة.
فمع اندلاع معركة العصف المأكول القسامية 2014م، أحسّ شهيدنا القائد بدنو أجله وبقرب الشهادة فكان يردد "لن يخرج من هذه المعركة إلا طويل العمر".
2014-08-21م، فجراً هبطت طائرات الاحتلال بشكل ملحوظ فوق منطقة تلك السلطان غرب رفح جنوب القطاع، فانتبه لذلك القائد القسامي رائد العطار فأخذ يناظر المنطقة للخروج من المنزل، إلا أن صواريخ الحقد الصهيونية كانت الأسرع ودمرت المنزل الذي كانوا فيه، وارتقى الرعيل الأول لكتائب القسام شهداء بعد أن تزينت بهم ساحات العز والجهاد وتشرف بهم الوطن الحبيب، وأذاقوا العدو الويلات وجرّعوا جنوده المرارة منذ ما يزيد على 20 عاماً.
أيها الشهداء العهد ألا تنحني الراية التي رفعتموها وضحيتم بدمائكم من أجلها، و كتائب القسام لا يفت في عضدها ولا في عضد مجاهديها استشهاد أي من قادتها بل يزيدها ذلك إصراراً وعزيمةً على حمل الراية ومواصلة الطريق، وسيدفع العدو ثمن جرائمه المستمرة بحق أبناء شعبنا.
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
بيان عسكري صادر عن :
... ::: كتائب الشهيد عز الدين القسام ::: ...
كتائب القسام تزف إلى شعبنا وأمتنا القادة الشهداء محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم
بمزيد من الفخر والاعتزاز تنعى كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى شعبنا الفلسطيني وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل المجاهدين والأحرار في العالم شهداء رفح الأبرار وعلى رأسهم الشهداء القادة:
محمد إبراهيم صلاح أبو شمالة "أبو خليل"
(41 عاماً) عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام
رائد صبحي أحمد العطار "أبو أيمن"
(40 عاماً) قائد لواء رفح وعضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام
محمد حمدان برهوم "أبو أسامة"
(45 عاماً) من الرعيل الأول للقسام
والذين ارتقوا إلى العلا فجر اليوم إثر قصفٍ صهيونيٍ غادر في حي تل السلطان برفح، والشهداء الثلاثة هم من الرعيل الأول لكتائب القسام الذين تزينت بهم ساحات العز والجهاد وتشرف بهم الوطن الحبيب، وأذاقوا العدو الويلات وجرّعوا جنوده المرارة منذ ما يزيد على 20 عاماً.
وإذ نحتسب عند الله شهداءنا فإننا نعرض لشعبنا وأمتنا بعضاً من مناقبهم:-
- الشهيد محمد أبو شمالة: من مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، قاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وعُين قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية براكين الغضب ومحفوظة وحردون وترميد والوهم المتبدد، كما كان من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
- الشهيد رائد العطار: كان رفيق درب الشهيد محمد أبو شمالة في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات، حيث شارك في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائداً للواء رفح في كتائب القسام وعضواً في المجلس العسكري العام، وقد شهد لواء رفح تحت إمرته الجولات والصولات مع الاحتلال وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية الوهم المتبدد وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دوره الكبير في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
- الشهيد محمد برهوم: من أوائل المطاردين في كتائب القسام وهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، طورد من قوات الاحتلال في عام 1992م ونجح بعد فترة من المطاردة من السفر إلى الخارج سراً وتنقل في العديد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى القطاع ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد العدو.
وإننا إذ نودع شهداءنا إلى حيث يتمنى كل مجاهدٍ حرٍ أبيٍ لنعاهد الله ونعاهدهم وكل أبناء شعبنا ألا تنحني الراية التي رفعوها مع إخوانهم وضحوا بدمائهم من أجلها، ونطمئن أمتنا وشعبنا أن كتائب القسام لا يفت في عضدها ولا في عضد مجاهديها استشهاد أي من قادتها بل يزيدها ذلك إصراراً وعزيمةً على حمل الراية ومواصلة الطريق، وسيدفع العدو ثمناً غالياً لهذه الجريمة وجرائمه المستمرة بحق أبناء شعبنا.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين
الخميس 25 شوال 1435هـ
الموافق 21/08/2014م