
الشهيد القسامي القائد/ محمد أبو شمالة
من مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، قاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وعُين قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز، وهو أحد أعضاء المجلس العسكري العام، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية براكين الغضب ومحفوظة وحردون وترميد والوهم المتبدد، كما كان من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
الشهيد القسامي القائد/ رائد العطار
رفيق درب الشهيد محمد أبو شمالة في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات، حيث شارك في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائداً للواء رفح في كتائب القسام وعضواً في المجلس العسكري العام، وقد شهد لواء رفح تحت إمرته الجولات والصولات مع الاحتلال وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية الوهم المتبدد وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دوره الكبير في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
الشهيد القسامي القائد/ محمد برهوم
من أوائل المطاردين في كتائب القسام وهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، طورد من قوات الاحتلال في عام 1992م ونجح بعد فترة من المطاردة من السفر إلى الخارج سراً وتنقل في العديد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى القطاع ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد العدو.
عملية الكوماندوز البحري "زيكيم"
في مساء الثلاثاء 8-7-2014م نفذت كتائب القسام أول عملية كوماندوز بحري قسامية، وقد نفذها أربعة من المجاهدين من خلال البحر، حيث هاجموا موقع زيكيم العسكري وقاعدة سلاح البحرية وأوقعوا خسائر محققة في صفوفها وهو ما أكده قائد المجموعة في اتصال مع القيادة، وقد أظهر الفيديو المسرب من داخل الموقع تمكن مجاهدي القسام من ملاحقة آليات الاحتلال وتفجير إحداها من مسافة صفر، وقد استشهد المجاهدون بعد تعرضهم للقصف خلال انسحابهم من الموقع.
عملية "موقع صوفا" شرق رفح
في تمام الساعة الرابعة من صباح الخميس الموافق 17-7-2014م، قامت مجموعة خاصة من مجاهدي القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا شرق رفح، ونفذت عملية استطلاع بالقوة حيث كلفت الوحدة باستطلاع أماكن تمركز قوات العدو البرية في تلك المنطقة، وقوامها وعديدها كجزء من عملية الاستعداد للحرب البرية، بالإضافة إلى نسف وتخريب إحدى المنظومات الاستخبارية التي قام العدو مؤخراً بوضعها لرصد محيط منطقة الخط الفاصل، وخلال انسحابها بعد استكمال مهتمها تعرضت لنيران طيران العدو، وقد عاد كافة المجاهدين بفضل الله بسلام.
عملية "موقع أبو مطيبق" شرق المحافظة الوسطى
في يوم السبت الموافق 19-07-2014م تمكنت إحدى الوحدات القسامية المختارة وعديدها 12 مجاهداً من التسلل إلى موقع "أبو مطيبق" العسكري، من خلال عملية إنزال خلف خطوط العدو، وتوزعوا إلى 4 كمائن، حيث مكث المجاهدون 6 ساعات بانتظار قوات العدو، وفور وصول إحدى دوريات الاحتلال المكونة من أربعة جيباتٍ عسكريةٍ، قامت كمائن المجاهدين الأربع التي كانت منتشرة خلف خطوط العدو بمهاجمتها، وتمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من إبادة ثلاثة جيباتٍ، وأجهزوا على كل من كان بداخلها من مسافة صفر، فيما فر الجيب الرابع من المنطقة مذعوراً بعد الاشتباك معه، وقد قتل المجاهدون في الاشتباك 6 من جنود الدورية وأصابوا عدداً آخر بجراح، وغنموا اثنتين من بنادق الجنود من طراز M16، وتحمل البندقية الأولى الرقم (9411130) فيما تحمل البندقية الثانية الرقم (9410759)، وقد عاد أحد عشر من المجاهدين إلى قواعدهم بسلام تحفهم رعاية الرحمن، فيما ارتقى أحد المجاهدين خلال الاشتباكات.
عملية "موقع 16" شرق بيت حانون
في صباح يوم الاثنين 21-07-2014م نفذ تشكيلٌ قتاليٌ من قوات النخبة القسامية عديده اثنا عشر مجاهداً عملية إنزال خلف خطوط العدو قرب "موقع 16" العسكري شرق بيت حانون، ثم انقسم المجاهدون إلى مجموعتين كمنتا لدورية صهيونية، وفور وصول الدورية التي قوامها مركبتا قيادة لجيش العدو، أوقعها المجاهدون بين فكي كماشة، حيث أطلق مقاتلو المجموعة الأولى قذيفة RPG تجاه الجيب الأول ما أدى إلى تفحمه، ثم اقتربوا منه وأجهزوا على جميع من فيه من الجنود، فيما اشتبكت المجموعة الثانية مع الجيب الآخر وأجهزت على من كان فيه من الجنود، بعدها انسحبت إحدى المجموعتين وأثناء مغادرتها لميدان العملية تعرضت لقصف من طائرات الاحتلال، فيما خاضت المجموعة الثانية اشتباكاً عنيفاً مع قوة صهيونية خاصة خرجت من "موقع 16" العسكري انتهى باستشهاد أفرادها، ليرتقي في هذه العملية البطولية الجريئة 10 من مجاهدي القسام الأشاوس، فيما عاد مجاهدان إلى قواعدهما بسلام.
عملية "ناحل عوز" شرق الشجاعية
مساء يوم الاثنين 28-7-2014م، تمكن تشكيلٌ قتاليٌ من قوات النخبة القسامية عديده 9 من مجاهدي القسام من تنفيذ عملية إنزالٍ خلف خطوط العدو، وهاجموا برجاً عسكرياً محصناً تابعاً لكتيبة "ناحل عوز" به عددٌ كبيرٌ من جنود العدو وأجهزوا على جميع من فيه، كما حاولوا أسر أحد الجنود ولكن ظروف الميدان لم تسمح بذلك، وقد أكد المجاهدون أنهم تمكنوا من قتل 10 جنودٍ، واغتنموا قطعة سلاح من نوع Tavor قصير _وهو السلاح الذي يحمله جنود النخبة الصهاينة_ وتحمل الرقم (438522900X95)، وقد عاد جميع المجاهدين إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن.
12/07/2014م: أعلنت كتائب القسام أنها ستوجه ضربةً صاروخية لتل أبيب وضواحيها الساعة 09:00 بصواريخ من طراز J80 المزودة بتقنية تضليل القبة الحديدية وتحدت طواقم القبة وخبراءها أن يعترضوا هذه الصواريخ، وقد نفذت الكتائب تهديدها ووصلت الصواريخ إلى أهدافها دون أن يتم رصدها.
13/07/2014م: كمنت مجموعة من كتائب القسام لوحدة كوماندوز بحري صهيونية في منطقة السودانية غرب غزة، وفتحوا نيران أسلحتهم باتجاهها فوق وقوعها في الكمين، موقعين في صفوفها إصابات محققة إلا أن العدو اكتفى بالاعتراف بإصابة 4 من جنوده في الاشتباك.
19/07/2014م: نفذت قوات النخبة القسامية هجوما مركبا على تجمع لآليات العدو شرق خانيونس من خلف خطوط العدو ونجحت في اعتلاء دبابة وجرافة وقامت بتفجيرهما بعبوات تاندم من نقطة صفر، وأكد المجاهدون وقوع عدة انفجارات متتالية في الدبابة المستهدفة.
19/07/2014م: تسللت مجموعة من قوات النخبة القسامية عبر نفق خلف خطوط العدو في منطقة الريان في محيط صوفا، حيث باغتت العدو واشتبكت معه من مسافة متر ونصف، وأكد المجاهدون قتل 5 جنود بالرصاص 3 في الرأس و2 في مناطق مختلفة من الجسم وعاد المجاهدون بسلام.
20/07/2014م: تمكن مجاهدو القسام من استدراج قوةٍ صهيونيةٍ مؤللة، حاولت التقدم شرق حي التفاح إلى كمينٍ محكمٍ، حيث تركوا الدبابات تتقدم، وبعد أن تبعتها ناقلتا جند إلى داخل حقل الألغام فجره المجاهدون ما أدى إلى تدمير القوة بالكامل، ثم تقدم المجاهدون صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيهما وعددهم 14 جندياً صهيونياً، كما تمكنوا من أسر الجندي الصهيوني "شاؤول أرون" الذي يحمل الرقم" 6092065".
20/07/2014م: اشتبك مجاهدو القسام مع عشرات الجنود من القوات الخاصة التي تقدمت لأحد المنازل شرق الشجاعية من خلال أحد الأبنية المرتفعة، ثم قام أحد المجاهدين بالقفز من مكمنه إلى ذلك المنزل واشتبك مع جنود الاحتلال من مسافة صفر، كما هاجموا دوريةٍ صهيونيةٍ شرق مسجد التوفيق شرق الشجاعية، واستدرجوا أخرى إلى أحد المنازل وفجروا بها اسطوانة الغاز ثم اشتبكوا معها، ما أدى لمقتل وإصابة 36 جندياً صهيونياً.
20/07/2014م: وقعت قوة صهيونية خاصة في كمين محكم للقسام شرق جحر الديك، واشتبك المجاهدون معها وجهاً لوجه، و أطلقوا تجاهها قذيفة RPG ، ثم قاموا بالاشتباك مع قوةٍ أخرى متحصنةٍ داخل منزلٍ بالجوار فأطلقوا تجاهها قذيفة RPG واشتبكوا معها بالأسلحة المتوسطة، ما أدى إلى اشتعال النيران في هذا المنزل، كما استهدفوا إحدى الدبابات المساندة، وقد أكد المجاهدون مقتل جنديين صهيونيين وإصابة 5 آخرين.
21/07/2014م: كمنت إحدى مجموعات النخبة القسامية لقوة راجلة في حي الغوافير شرق القرارة، حيث تم مباغتتها بتفجير عبوة أفراد وقذيفة RPG ثم اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، وأكد المجاهدون وقوع 5 قتلى في صفوف العدو وإصابة عدد آخر بجراح .
23/07/2014م: فجر مجاهدو القسام عبوة برميلية بقوة راجلة غرب كيسوفيم، واشتبكوا معها ففرّت إلى أحد المنازل الذي كان مفخخاً، فقام المجاهدون بتفجيره مما أدى إلى انهياره على من فيه من الجنود، وقد اعترف العدو بمقتل (3) جنود أحدهم ضابط وإصابة 15 آخرين 3 منهم حالتهم خطرة.
24/07/2014م: هاجمت مجموعة من قوات النخبة القسامية مجموعة من الآليات الصهيونية المتوغلة شرق القرارة بعبوتي شواظ، كما فجرت عبوةً رعديةً بقوةٍ راجلةٍ واشتبكت معها، وقد أكد المجاهدون قتل (5) جنودٍ صهاينةٍ واغتنام سلاح رشاش يحمل الرقم (41510233).
24/07/2014م: مجاهدو القسام يتسللون خلف القوات المتوغلة شرق التفاح ويجهزون على 8 جنود من مسافة صفر، ويدمرون ناقلة جند من نوع شيزاريت بقذيفة RPG29.
25/07/2014م: تمكن مجاهدو القسام من استدراج قوةٍ صهيونيةٍ راجلةٍ مكونة من 15 جندي في شارع النعايمة شمال بيت حانون، حيث فجروا بهم عدة عبوات أفراد وأطلقوا عليهم قذائف RPG مضادة للأفراد، واشتبكوا معهم على بعد أمتار، وأجهزوا على 10 منهم.
25/07/2014م: تمكن مجاهدو القسام من استدراج قوة صهيونية خاصة إلى منزل شرق بيت حانون، وتفجير عدة عبوات بها، وقد اعترف العدو بمقتل جنديين وإصابة آخرين.
26/07/2014م: نصبت مجموعة قسامية كميناً لقوة صهيونية راجلة في منطقة "كيسوفيم"، واشتبكت معها من مسافة صفر، وقام العدو بإطلاق القنابل الدخانية والنار بشكل كثيف للتغطية على إخلاء القتلى الجرحى من جنوده، وقد اعترف العدو بمقتل جنديين وإصابة آخرين.
28/07/2014م: دكت مدفعية القسام تجمعاً للجنود شرق خزاعة بعد رصد تقدمه للمنطقة بالهاون الثقيل، فسقطت القذائف على تجمعٍ للجنود لا يقل عددهم عن 70، وقد اعترف العدو بمقتل 6 من جنوده وإصابة آخرين بجراحٍ بالغة.
30/07/2014م: استدرج مجاهدو القسام وحدةٍ صهيونيةٍ إلى مبنى مفخخ بـ(12) عبوة برميلية في منطقة الفراحين شرق خانيونس ثم تم تفجير المبنى، وقد اعترف العدو بوقوع 20 من جنوده بين قتيل وجريح.
31/07/2014م: كمنت مجموعة من قوات النخبة القسامية لقوة صهيونية خاصة قرب مسجد الفردوس شرق حي التفاح وخاضت معها اشتباكاً عنيفاً، ثم هاجمت قوة خاصة كانت تتحصن في أحد المنازل بالمنطقة وأجهزت على 3 جنود الاحتلال.
01/08/2014م: توغلت قوات الاحتلال بعمق يزيد عن كيلومترين شرق رفح، فتصدى لها المجاهدون واشتبكوا معها وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى فيما ادعى الاحتلال فقده لأحد جنوده في العملية.
24/08/2014م: دكت مدفعية القسام بعد الرصد والمتابعة مبنى الاستخبارات الصهيوني بموقع إيرز فور دخول مجموعة من الجنود والضباط إليه ما أدى إلى وقوع عددٍ كبيرٍ من الجنود بين قتيلٍ وجريحٍ، فيما اعترف العدو بإصابة 6 من جنوده 3 منهم بحال الخطر، كما أدى القصف لاشتعال النار وانقطاع الكهرباء عن المكان.
25/08/2014م: بعد رصد القسام رئيس أركان الاحتلال وقائد اللواء الشمالي 401 وقائد فرقة غزة والناطق باسم الجيش أثناء زيارتهم لناحل عوز، استهدفت مدفعية القسام المكان بعدد من قذائف الهاون ما أدى إلى فرارهم مذعورين بعد سقوط القذائف قرب منطقة تواجدهم.
تنشر لأول مرة .. الطريق الى "أبو مطيبق"
القسام – خاص :
مع مرور عامين كاملين على معركة العصف المأكول التي رسمت طريق التحرير، تكشف الأيام حقائق وتفاصيل جديدةً للعميات البطولية التي نفذتها وحدة النخبة القسامية خلف خطوط العدو، انطلاقاً من زيكيم مروراً بصوفا وأبو مطيبق وموقع 16 وانتهاءً بناحل عوز، والتي قتل وأصيب خلالها عدد من ضباط وجنود العدو، ومرغ القسام فيها أنف الاحتلال في التراب.
وفي الذكرى الثانية لعملية القسام في موقع أبو مطيبق العسكري، يكشف موقع القسام ولأول مرة التفاصيل الدقيقة للعملية، ويسرد القصة الكاملة لما فعلته نخبة القسام بضباط وجنود الاحتلال داخل الموقع العسكري، وكيف تمكنت من إبادة دوريةٍ عسكريةٍ، وقتل الجنود من مسافة صفر!
تفاصيل العملية
في يوم التاسع عشر من شهر يوليو لعام ألفين وأربعة عشر، تمكن 9 مجاهدين من كتائب القسام، من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو عبر نفق أعد مسبقاً، يصل الى منطقة "الأحراش" خلف موقع أبو مطيبق العسكري والذي يعد موقع استطلاعٍ ومشاغلة.
انقسم المجاهدون إلى 3 زمر، في كل زمرةٍ ثلاثة مجاهدين، فكانت زمرة الهندسة لتخريب ومشاغلة العدو وهدفها الوصول إلى الموقع واقتحامه من الخلف لتفخيخه وانتظار الانتهاء من الجزء الآخر في الخطة، وزمرتي الدروع لعمل كمين تدمير وإجهاز إلى داخل أراضينا المحتلة (الجزء الآخر) وهدفها أن تكمن لدورية جيباتٍ تحمل قادةً عسكرين والاشتباك معهم والإجهاز عليهم.
تحركت المجموعة المكونة من زمرتي الدروع إلى نقطة عمل الكمين على الشارع الثالث وقاموا بعمل كمين لهذه الدورية، واستمر المجاهدون قرابة الـ 6 ساعات في انتظار دخول الدورية، وبشكل مفاجئ تغير مسار الدورية وتحركت لتدخل إلى شارع ترابي بين الأحراش الشجرية، ووصلت إشارة من غرفة العمليات للمجاهدين، تعلمهم بتغير مسار الدورية، وفي سباق مع الوقت استطاع المجاهدون الوصول إلى المكان الجديد لسير الدورية.
لحظة البدأ
وصلت الدورية العسكرية الصهيونية والمكونة من ثلاثة جيبات (جيب عسكري في المقدمة وجيبين آخرين من نوع ميستوبيشي ومرسيدس وهم جيبات لقادة عسكريين من اللواء المدرع 188)، وعلى الفور أطلق المجاهدون قذيفة من نوع تاندم عيار 105mm على الجيب الأول وفتحوا النار عليه من سلاح PKC، وهنا فقد الجيب السيطرة وخرج عن مساره ليدخل إلى الأحراش.
استمرت المجموعة بإطلاق القذائف على الجيب الثاني والثالث، وفي هذه اللحظات نزل أحد الجنود المصابين من الجيب الثاني وكذلك ثلاثة أخرون من الجيب الثالث، أحدهم استطاع الوصول إلى ساتر بعيد عن رؤية المجاهدين، وعند التفاف 3 مجاهدين حول الجيبات ليقوموا بالإجهاز على من تبقي، اشتبكوا مع الجندي ما أدى إلى استشهاد أحدهم وهو المجاهد/ أحمد نظمي سعدة وإصابة مجاهد آخر.
من نقطة صفر
تمكن مجاهد الدروع من تحديد مكان الجندي، فأطلق قذيفة RPG مضادة للأفراد باتجاهه، أدت إلى تمزيقه أشلاء، وعلى الفور استكمل مجاهد الإجهاز مهمته وأجهز على الجنود المصابين من نقطة صفر، وقد قام برفع خوذة أحدهم بفوهة البندقية وأطلق النار على رأسه مباشرة.
وعلى التوازي دخل مجاهدو الدروع إلى الجيب الثاني وأجهزوا على من فيه بعد أن شاهدوا جنديين متفحمين من أثر قذائف الـ RPG، كما تمكنوا من الإجهاز على الجندي الثالث الذي اختبأ بجوار الجيب، فيما تحدث مجاهد الإجهاز عن مقتل جنديين داخل الجيب الثالث من قذائف الـ RPG وأكد إجهازه على جنديين أحدهما يحمل رتبه عسكرية كبيرة.
وبهذا تكون حصيلة العملية مقتل 7 جنود ثامنهم الجندي الذي تم استهدافه بالأحراش بقذيفة RPG، كما غنم المجاهدون قطعتي سلاح من نوع M16، وتحمل البندقية الأولى الرقم (9411130) فيما تحمل البندقية الثانية الرقم (9410759).
كما أتمت مجموعة التخريب مهمتها بنجاح، بتدمير أجهزة الموقع العسكري، إضافة الى إطلاق النار على جيب رابع حاول الوصول إلى مسرح العملية، إلا أنه توقف وعاد أدراجه، واستطاع المجاهدون الانسحاب من الموقع العسكري والعودة إلى قواعدهم، كما كان واضحاً في الفيديو الذي حصلت عليه كتائب القسام والذي يظهر انسحاب المجاهدين وتخيطيهم للخط الزائل وهم يحملون الأسلحة التي غنموها.
وبذلك تكون كتائب القسام قد كشفت عن جزءٍ من فصول العزة والبطولة، التي سطرتها وحدة النخبة، وجعلت من خلالها للصفر قيمة، فقهرت وأذلت ضباط العدو وجنوده.
لأول مرة .. القسام يزيح الستار عن تفاصيل عملية "ناحل عوز"
القسام – خاص :
في مثل هذه الأيام وقبل عامين، دارت رحى الحرب حسب التوقيت القسامي؛ فانبرى فرسان الجناح العسكري لحركة حماس يلقنون جنود جيش العدو دورساً في الفنون القتالية لم يألفوها في أرقى الكليات والأكاديميات العسكرية، مجرعين إياهم وفي المقدمة منهم ألوية النخبة مر العلقم وهوان الهزيمة، مسطرين بأدائهم العسكري الرفيع أروع ملاحم البطولة والفداء.
تمادى جيش الاحتلال بعدوانه على الأبرياء العزل من سكان قطاع غزة خلال معركة العصف المأكول، فصدر الأمر من قيادة كتائب القسام ووفق الخطة القسامية المعدة مسبقاً، بتنفيذ عملية هجومية خلف خطوط العدو باستخدام أحد الأنفاق الاستراتيجية المجهزة لهذا الغرض.
موقع القسام يكشف لأول مرةٍ تفاصيل جديدةً لعملية الإنزال خلف خطوط العدو في موقع "ناحل عوز"، والتي قتل فيها 10 جنود، ونشرت كاميرا القسام من هذه العملية أقوى المشاهد التي كانت عاملاً مهماً في حسم المعركة، وسمع فيها الصهاينة صراخ جنودهم وهم يداسون تحت أقدام المجاهدين.
الرصد والإعداد
بعد طول عناء وجهدٍ ومشقةٍ، تنفس المجاهدون الصعداء حينما وضعوا اللمسات الأخيرة في النفق الذي أُعد لتنفيذ عملية "ناحل عوز"، وكان ذلك وفقاً لتعليمات قيادة القسام، متخطين كل الصعاب والعراقيل التي واجهتهم على مدار فترة العمل.
وعلى الفور تداعت غرفة العمليات القسامية ووضعت أمامها كل التفاصيل التي رصدتها وحدات الرصد إضافة لخرائط وتصويرٍ جويٍ لمواقع العدو، وكانت القيادة تعرف المناطق خلف خطوط العدو بشكلٍ دقيق للغاية، وقبل التنفيذ بأيامٍ توجه مجاهدو القسام للرصد، وأكدوا على المعلومات الموجودة لدى قيادة الجهاز ليتم التطابق المعلوماتي قبل تنفيذ العملية، حيث كانت المعلومات تتدفق باستمرار قبل أسابيع من تنفيذ العملية.
تأكدت القيادة أنه سيكون لدى المجاهدين رؤيةٌ واضحةٌ حول طبيعة الهدف، ومطابقةٌ لما تدربوا عليه، كما تم التأكيد بتصوير نهائي لمسرح العملية قبل التنفيذ، وتم عرضه على المجاهدين المكلفين بتنفيذ العملية.
النزول للنفق
هنا تبدأ رواية الاستعداد والجهوزية على لسان قائد المجموعة المنفذة لعملية ناحل عوز، حيث توضأ المجاهدون وصلوا ركعتين وتفقدوا عتادهم العسكري، منتظرين إشارة الانطلاق نحو ساحة المعركة، إلى أن جاءت الأوامر بالتحرك نحو المكان المتفق عليه، وهناك شرح لهم قائد ميداني خطة التحرك ثم نزلوا إلى نفق العملية بهمةٍ عالية.
مكث المجاهدون في النفق 24 ساعة قبل تنفيذ العملية، ولم ينقطع التواصل مع القيادة من بداية العملية إلى نهايتها، ثم بدأوا بالتعرف على تفاصيل المكان الذي سيتم مهاجمته، وتم توزيعهم وتكليف كل منهم بمهمةٍ محددة ووُزع العتاد العسكري والمجاهدون وفق تخصصاتهم القتالية.
بعد وصول المجموعة إلى عين النفق خرج قائد العملية من العين عدة مراتٍ لرصد واستطلاع الموقع، فبعد رصد الموقع من عين النفق، كرر الخروج مرة أخرى مستكشفاً المكان بالكامل، ثم عاد إلى النفق مجدداً.
وفي المرة الثالثة خرج قائد العملية ونائبه للرصد، وتحرك قائد العملية متخفياً بزي تمويه وتعرف على طبيعة المكان وراقب حركة الآليات قبل أن يعود ونائبه إلى النفق، ويعطي تغذية راجعةً للقيادة.
ساعة الصفر
صلى المجاهدون العصر داخل النفق ثم كان القرار بالانقضاض على الهدف المحدد ومباغتة جنود العدو في ثكنتهم العسكرية، كان قائد العملية الأول خروجاً من عين النفق وناوله أحد المجاهدين القذائف، ثم خرج الباقون من النفق وتحركوا صوب الثكنة العسكرية من خلال الساتر، وأثناء التحرك كانت طائرات الاستطلاع على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ جداً ومناطيد الاحتلال تراقب المكان بدقةٍ ولكن الله عمى عن المجاهدين.
تمركز المجاهدون وفق تعليمات قائد العملية قرب الثكنة العسكرية لوجود سواتر وأشجار عباد الشمس، وتقدم قائد العملية ونائبه نحو الثكنة، فيما بقية المجاهدين موزعين وفق خطة الهجوم، ثم تقدم المجاهدون نحو بوابة الثكنة العسكرية فرأوا جندياً صهيونياً أسفلها وقد بادل المجاهدين النظرات ولكنه لم يحرك ساكناً من هول الصدمة.
فتح المجاهدون البوابة والتفوا عن يمين البرج العسكري فعثروا على عدد من جنود الاحتلال فعاجلوهم بإطلاق النار من مسافة صفر، فصرع الأول والثاني، ولم يقم باقي الجنود بإطلاق النار أو الاشتباك مع المجاهدين، فأجهز المجاهدون عليهم وسط تعالي أصوات صراخهم، وفي الوقت ذاته أطلق بعض المجاهدين النار على البرج العسكري، ليتم تحييد البرج وإتاحة المجال أمام بقية أفراد المجموعة للسيطرة على ميدان العملية بشكلٍ كاملٍ.
محاولة أسر جندي
تقدم المجاهدون نحو الجندي الذي تبين لهم أنه لا زال على قيد الحياة، مدركين أنه يشكل صيداً ثميناً، فقاموا بسحبه واستخلاص سلاحه من نوع "تافور" ومزقوا جعبته العسكرية، وهنا بدأ الجندي يحاول الإفلات من المجاهدين ويصرخ، فقام المجاهدون بضربه في محاولة لإخضاعه، ثم قاموا بسحبه إلى أن وصلوا به إلى بوابة الموقع الخارجية.
يؤكد قائد المجموعة أن الجندي كان خائفًا كثيراً، ولم يتكلم بأية كلمة، فقط كان يصرخ وبشدة، ومع ذلك تم سحبه إلى بوابة الثكنة العسكرية، حيث أمسك بقدم المجاهد عند البوابة، فضربه أحد المجاهدين على يديه، فأفلت قدمه وتمسك بالبوابة بكل قوته فقام المجاهدون بقتله والانسحاب إذ لم يكن الوقت في صالحهم.
عودة المجاهدين غانمين
أنجزت المجموعة القسامية مهمتها في غضون دقائق معدودة على أكمل وجهٍ ثم انسحبت بما غنمته وفق الخطة القسامية، تاركةً خلفها جنود العدو مضرجين بدمائهم صرعى، وراسمةً علامات الصدمة والذهول في صفوف الجيش الصهيوني وقادته لجرأة فرسان القسام وبطولتهم النادرة.
واصل المجاهدون طريقهم وتمكنوا من الانسحاب من خلال النفق، وقامت مجموعةٌ مختصةٌ بتفجير عين النفق، وقد عاد المجاهدون بفضل الله سالمين غانمين، وهم يحملون قطعة التافور وكاميرا التصوير التي كانت تمثل بالنسبة لهم كنزاً يحمل البشريات لشعب فلسطين والأمة الإسلامية، وسيشفي الله بما سجلت من مشاهد صدور قوم مؤمنين.
سعادة غامرة
سعادةٌ غامرةٌ انتابت المجاهدين في طريق عودتهم من العملية إلى قواعدهم عن طريق النفق، إذ شفى الله على أيديهم المتوضئة صدور قوم مؤمنين، وثأروا لدماء الأبرياء في حي الشجاعية الذين دُمرت بيوتهم وشُردت نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم.
وبينما كان المجاهدون يصلون المغرب والعشاء جمعاً ويبكون متضرعين إلى الله، شاكرين فضله وكرمه، وصلت أخبار العملية البطولية التي نفذت من بين ركام حي الشجاعية إلى جماهير الأمة والمكلومين في قطاع غزة، لتصلهم بعد ذلك المقاطع المصورة التي شفت صدورهم بعد أن رأوا بطولات فرسان القسام وهم يدوسون بأقدامهم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، حينما بثت كتائب القسام لقطات للعملية البطولية، ولكن الحال كان مختلفاً على الجانب الآخر حيث وقع الأمر كالصاعقة على جنود الاحتلال وقيادتهم وجمهور العدو الذي لطالما صدّق أكاذيب جيشه وقيادته.
عاد المجاهدون إلى قواعدهم تحفهم رعاية الرحمن بعدما أذاقوا جنود الاحتلال وبال أمرهم، فخلفوا وراءهم جنود الاحتلال صرعى، وبثوا الرعب في صفوف جيش الاحتلال المنهزم على أعتاب غزة، عادوا وهم أكثر شوقاً لمعاودة الكرة على حصون العدو الغاشم، مستبشرين بوعد الله عز وجل ونصره لعباده المؤمنين.
لأول مرة .. التفاصيل الكاملة لعميلة (موقع 16)
القسام – خاص :
شكلت عمليات القسام النوعية خلف خطوط العدو هاجساً للعدو الصهيوني طيلة معركة العصف المأكول العام الماضي وحتى يومنا هذا، بعد أن كبدته خسائر فادحة، وأبدع خلالها المجاهدون أيما إبداع، وقتلوا جنود العدو من مسافة صفر.
في مثل هذا اليوم 21/7/2014م، سجلت كتائب القسام من جديد صفحات العز والبطولة بدماء أبطال وحدة النخبة، الذين نفذوا عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع "16" العسكري شرق بيت حانون، وتمكنوا من قتل 7 جنود من بينهم مقدم برتبة ( قائد كتيبة ).
وفي الذكرى الثانية لمعركة العصف المأكول يكشف موقع القسام ولأول مرة عن التفاصيل الكاملة للعملية النوعية التي نفذتها نخبة القسام في موقع "16"العسكري شمال قطاع غزة .
الاستعداد والجهوزية
مع بدء العدو الصهيوني حربه على غزة بالقصف الجوي، كان مجاهدو القسام على أتم الاستعداد والجهوزية وبانتظار أوامر القيادة، في الوقت الذي استمرت فيه مراصد القسام بالعمل على رصد تحركات العدو وتحديداً على المناطق الحدودية من أجل تحديث المعلومات أولاً بأول.
وبتاريخ 20/07/2014، وصلت الأوامر من القيادة بأن العملية ستنفذ عبر النفق المعلوم والمجهز، وكان الاستشهاديون من وحدة النخبة القسامية والذين يبلغ عددهم اثنا عشر مجاهداً، على جهوزيةٍ تامةٍ، وكانوا يرتدون الزي المشابه لزي جيش العدو وغطاء الرأس، مما صعب على جنود الاحتلال التعرف على المجاهدين إلا بعد أن بدأوا بإطلاق النار.
تم تجهيز المجاهدين بالأسلحة والقنابل اليدوية، بالإضافة لأجهزة اتصال للتواصل فيما بينهم، وتم تزويدهم بالأحزمة الناسفة والعبوات وقذائف التاندم، وبدأ المجاهدون بالنزول إلى النفق بكامل عتادهم، والتقوا بالتكبير والتهليل والدعاء داخل النفق وقد بدت عليهم علامات الفرح والشغف للمواجهة والنيل من أعداء الله وملاقاة ربهم، كان ذلك بعد الإفطار وأداء صلاة العشاء من تلك الليلة.
الهدف (300 جندي)
اتخذ المجاهدون مواقعهم داخل النفق الذي يبلغ طوله 3000 متر، بعد السير لمسافةٍ طويلةٍ والوصول إلى الغرفة الأخيرة فيه والتي تبعد عن العين المقرر الخروج منها (200) متر، واستمر تواصل المجاهدين مع القيادة في داخل النفق بانتظار المعلومات والأوامر، حتى وصلت لهم المعلومات من القيادة بأن هدفهم سيكون قوةً صهيونيةً من وحدة المشاة قوامها (300) جندي تقريباً، بدأت تتجمع في موقع 16 العسكري.
وفي تلك الليلة وعند الساعة الثانية فجراً، أفادت المعلومات بأن القوة الصهيونية من وحدة المشاة، بدأت تتحرك باتجاه النفق الذي يخترق الحدود إلى موقع 16، وبشكلٍ مباشرٍ انقسم المجاهدون لمجموعتين تتكون كل منهما من ستة مجاهدين، بينما تواجد في النفق اثنين من المجاهدين من تخصص الهندسة، مهمتهم تفخيخ عين النفق لتفجيرها عقب العملية حال اكتشافها.
بدء التنفيذ
وصلت الأوامر للمجاهدين من قائد العملية، بالبدء بفتح عين النفق والتنفيذ بعد صلاة الفجر مباشرةً، ومع بزوغ الفجر وفتح العين، بدأت المجموعة الأولى بالخروج على أن تتبعها المجموعة الثانية بربع ساعة تقريباً، وبالفعل خرجت المجموعة الأولى وأخذت بالتحرك لنصب كمينٍ للقوة الصهيونية ما بين الطريق الثالث والرابع، وبقيت على تواصل مستمر مع المجموعة الثانية والقيادة.
وفي هذه الأثناء وصلت معلومات للمجاهدين من غرفة العمليات بأن القوة الصهيونية الكبيرة المتقدمة باتجاه النفق قد غيرت مسارها باتجاه آخر، وتوجهت نحو مدينة بيت حانون وأصبح من الصعب التعامل معها، فكان القرار بالانتقال للخطة البديلة وتنفيذ كمينٍ لدورية تسلك هذا الطريق.
القتل من مسافة قريبة
تحرك الجيبان العسكريان من موقع "16" على الطريق الثالث فاتخذ المجاهدون مواقع هجوميةً، وفور وصول الدورية إلى الكمين أوقعوها بين فكي كماشة، فقام مقاتل الدروع في المجموعة الأولى باستهداف الجيب الأول، وبالفعل أصابت القذيفة الهدف بدقة ما أدى إلى تفحمه وقتل من بداخله، وعندها توقف الجيب الثاني وانقض المجاهدون عليه وأجهزوا على من بداخله من مسافةٍ قريبةٍ جداً، وعندها حاول أحد الجنود المصابين فتح باب الجيب والنزول منه، فكان المجاهدون له بالمرصاد وأردوه قتيلاً.
تقدم قائد المجموعة الأولى نحو الجيب وحاول أن يسحب أحد الجنود ولكنه وجدهم جميعاً قد قتلوا، فيما تمركزت المجموعة الثانية في مكانها بهدف إسناد المجموعة الأولى والتعامل مع أي قوة إسناد، وقد تكتم العدو على خسائره واكتفى بالاعتراف بـ 5 قتلى منهم مقدم برتبة (قائد كتيبة).
في هذه الاثناء تحركت قوةٌ عسكريةٌ صهيونية، من قلبة "الباشا" إلى قلبة 16 المسيطرة على مكان العملية، وانتشرت طائرات الاستطلاع في المكان بكثافة، فاشتبكت المجموعة الأولى مع تلك القوة لمدة نصف ساعة، قبل أن يستشهد أفراده.
كان الأمر قد أعطي لأفراد المجموعة بالانسحاب بعد انكشافها لطائرات الاستطلاع، فنجح اثنان من المجاهدين في دخول عين النفق فيما تعرض باقي أفراد المجموعة للقصف ما أدى لاستشهادهم، وهنا أعطيت الأوامر لطاقم الهندسة لتفجير العين بعد اكتشافها حيث كانت مفخخة مسبقاً، وبالفعل تم تفجيرها.
وبالعمليات النوعية خلف خطوط العدو تكون كتائب القسام قد سجلت صفحات العزّة والبطولة في تاريخ المقاومة، وستبقى دماء المجاهدين نبراساً ينير الطريق لتحرير كل فلسطين من المحتل الصهيوني .
في مثل هذا اليوم، كانت عملية الكوماندوز البحرية القسامية التي استهدفت قاعدتي زيكيم والبحرية الصهيونية، العملية الأولى من نوعها وأحد أهم المفاجآت التي وعدت بها كتائب القسام العدو، وشكلت صدمةً كبيرةً لقادته لا سيما أنها نفذت بعد 24 ساعةً فقط على بدء معركة العصف المأكول.
وفي الذكرى الثانية لعملية زيكيم التي اعتبرها محللون من أكثر العمليات العسكرية تعقيداً وخطورةً، ووجهت للعدو ضربة مؤلمة وكبدته خسائر كبيرة ما زال يحاول إخفاءها حتى اليوم، يكشف موقع القسام تفاصيل تنشر لأول مرة لعملية "زيكيم"، والتي كانت إحدى أبرز المفاجآت وأقوى الضربات التي تلقاها العدو خلال معركة العصف المأكول.
الاستعداد والبداية
بدأت القيادة العسكرية لكتائب القسام بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ عملية نوعية باتجاه مواقع العدو على الساحل، وكانت الفكرة مهاجمة موقع زيكيم، والهدف منها هو تشكيل هجوم نوعي بأسلوبٍ جديدٍ باتجاه الساحل، واستهدفت العملية القاعدة البحرية المتواجدة على الساحل مقابل قاعدة زيكيم.
تلقى عناصر المجموعة المشاركة في العملية، تدريبات طويلةً وشاقةً جداً، لتنفيذ عمليات تسلل واجتياز مسافاتٍ طويلة في البحر للتمكن من الوصول إلى عمق العدو، وكان لتلك الاستعدادات أثرٌ واضحٌ في نجاح العملية والوصول لأرض العدو.
بدأت العملية بمرحلتين، تمثلت الأولى بتنفيذ عملية استطلاع وجمع المعلومات عن الموقع المستهدف، وقد تمكن أحد مجاهدي وحدة الكوماندوز البحري القسامية، من تنفيذ مهمة استطلاع داخل أرض العدو، واستطلاع موقع القيادة والسيطرة على ساحل زيكيم، قبل تنفيذ العملية.
ولأول مرة تكشف كتائب القسام أنها تمكنت من تنفيذ عملية الاستطلاع، وتمكن أحد مجاهديها المكوث لعدة ساعات على أرض العدو، لتنفيذ مهمته، ثم عاد الى قواعده بسلام .
الطريق إلى زيكيم
المرحلة الثانية من العملية، انطلقت مع بداية القصف الصهيوني الجوي على قطاع غزة ودخول معركة العصف المأكول يومها الثاني، حيث تمكن مجاهدو وحدة الكوماندوز، القسامي بشار زياد عابد والقسامي حسن محمد الهندي والقسامي محمد جميل أبو دية والقسامي خالد طلال الحلو، من اجتياز مسافةٍ طويلةٍ من السباحة والغطس وقطعت الحدود البحرية مع العدو، حيث انقسموا إلى مجموعتين وقامت المجموعة الأولى بالإبرار إلى شاطئ العدو وتقدمت باتجاه موقع القيادة والسيطرة البحرية الصهيونية وقامت بالاشتباك مع العدو داخل هذا الموقع وحققت إصابات في جنود العدو.
وبعد 45 دقيقة وصلت المجموعة الثانية، فالتقت المجموعتان في قاعدة القيادة والسيطرة، ومن ثم قام المجاهدون بالاتصال مع القيادة الميدانية لكتائب القسام وإعلامهم أنهم في داخل الموقع، ثم شرعت المجموعتان بتطوير الهجوم باتجاه قاعدة زيكيم والاشتباك مع العدو بشكل مباشر.
في هذه اللحظات وبالتنسيق مع سلاح المدفعية، قامت مدفعية القسام بدك قاعدة زيكيم بقذائف الهاون وصواريخ 107، وتشكل بذلك هجوم ناجح باتجاه قاعدة زيكيم من قبل كوماندوز القسام، وكان هذا الهجوم بمثابة الضربة القوية التي فاجأت العدو، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف جنوده.
وقد حاول العدو جاهداً التكتم عن خسائره في هذه العملية، إلا أن الفيديو المسرب للعملية والذي صورته كاميرات الاحتلال نسف رواية الاحتلال بفشل العملية، وأظهر إبرار المجاهدين وتمركزهم ثم مهاجمتهم لجنود العدو وآلياته وشجاعتهم منقطعة النظير، والتي تمثلت بمواجهة آليات العدو بأسلحتهم الخفيفة دون خوف أو جزع، وملاحقة إحدى آليات الاحتلال وإلصاق عبوة ناسفة على جسمها وتفجيرها من مسافة صفر، ثم تظهر المشاهد المجاهدين الأربعة أثناء انسحابهم بعد إتمام مهامهم بنجاح واستشهادهم بعد تعرضهم للقصف.
زيكيم لها ما بعدها
حاول العدو إخفاء خسائره في العملية ومنع النشر حول تفاصيلها منذ اللحظة الأولى، فوصول المجاهدين إلى شواطئ عسقلان عبر البحر كان معناه أنهم قادرون على الوصول إلى أي مكان في فلسطين المحتلة في أي وقت، وهو ما كان سيعني لو تسرب لجمهور الصهاينة، بث حالة من الرعب وحظراً للتجول على امتداد سواحل فلسطين المحتلة من جنوبها إلى شمالها.
ولكن إعجاب قادة الاحتلال بشجاعة المقاومين أخرجهم عن صمتهم، حيث صرح رئيس أركان جيش الاحتلال "ينبغي أن نتحدث بأمانة في بعض الحالات نفذوا عمليات قتالية شجاعة"، وشدد على أنه "يجب عدم الاستخفاف بهم لأنهم يخططون ويسعون لتحقيق انتصار" وأشار إلى أن الوصف الذي يصح للمجموعة التي نفذت عملية زيكيم أنهم أناس شجعان "فأن تتقدم جرياً وتضع عبوةً ناسفة على دبابة ليس عملاً يقوم به أناس غير شجعان".
ومع مرور عامين كاملين على عملية زيكيم لا زالت الايام تحمل في طياتها الجديد والمزيد من المفاجآت والحقائق والآثار التي خلفتها معركة العصف المأكول على الاحتلال وقادته، وما تكشف ما هو إلا بعض مما صنعه بهم القسام في غزة، فمن الخسائر الاقتصادية الفادحة إلى الخسائر العسكرية التي ظهر بعضها وما زال جلها يتكتم عليه، وما أعدته لهم المقاومة التي تعمل على قدم وساق لتطوير قدراتها وأخفته عنهم سيحمل لهم الكثير من المفاجآت في قادم الأيام.
خطابات القسام خلال المعركة
استهداف آليات وجنود العدو
عمليات نوعية
خسائر العدو وغنائم القسام
عمليات القنص
عمليات القصف القسامي