الشهيد القسامي / محمد أحمد سليمان السميري
مثالاً للمجاهد المخلص المطيع
القسام-خاص:
بعض النجوم الراقية في عقيدتها المتعقلة في حفيظتها تضحى نيازك حارقة ملهبة تلجم مستحقيها ناراً كتلك التي تسري في الهشيم تهيؤهم إلى جهنم الآخرة بالضبط تلك النجوم التي تبوح بها المفردات ليست كأي نجومٍ بتاتاً ، يكفيها فخراً أنها شقت ثوب الدجى لتمنح النفوس بصيص أملٍ مقرونٍ بدؤوب العمل ، عن شهدائنا أتحدث ... عن تلك النيازك التي أخرست أفواه العدى المتربصين ، عن تلك السواعد التي نالت شرف أصحاب اليمين ، عن عشق الوطن الدفين ، عن من حملوا على كاهلهم مسؤولية فلسطين ... بين ثنايا الكلمات أحمل مثالاً نيراً لنجمٍ فلسطيني بطل سطر مجده في كل الأنحاء الوطنية.
الميلاد والنشأة
مع أذان فجر يوم مبارك من العام 1989م، ولد شهيدنا بإذن الله تعالى - نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله- محمد أحمد السميري في مدينة بابل بالعراق، ليكون قرة عين لوالديه وبشارة خير لوطنه السليب، وبصيص أمل لأقصانا الأسير.
عاد شهيدنا القسامي محمد إلى فلسطين مع أسرته عام 1995 بعد أن كان والده ممنوعا من دخول فلسطين من قبل العدو الصهيوني، فاستقبلته الأرض قبل البيت بعد أن وطئت قدماه أديمها المفدي بدمه منذ ولادته.
عندما نقول أن خلقه خلق القرآن، فإننا نكون قد وصفنا بدقة الشهيد محمد بشهادة أسرته وأصدقائه، ومحمد كان دائم الابتسامة، صادق الحديث، كريم لعشرة، خفيف اللهجة، واسع الصدر، ولين العريكة، حليما ولا يغضب بسرعة، بارا بوالديه، معينا لأسرته، مبادرا لفعل الخير، ويغلب على خلقه التواضع.
وكان لأبيه الدور الأكبر في صقل شخصية شهيدنا وتوجيهه، فأبوه هو المهندس أحمد الحاصل على براءة اختراع من قبل الجمهورية العراقية، أثناء عمله في هيئة التصنيع العسكري، وكان يتولى وقتها الإشراف على التخطيط والجودة لجميع مصانع الجمهورية العراقية في عهد الرئيس صدام حسين، وتوفي وهو ساجد لربه في صلاة قيام الليل في الرابع من ذي الحجة لعام 2005.
تعليمه
درس شهيدنا القسامي محمد المرحلة الابتدائية في مدرسة أبي العلاء المعري في القرارة، والمرحلة الإعدادية والثانوية في مدرسة خالد الحسن في خانيونس، وكان متفوقا في جميع مراحله الدراسية، وكان يحصد المرتبة الأولى دائما، فكان يكرم بشهادات الشكر والتقدير من مدرسته.
وبعد أنهائه للمرحلة الثانوية التميز فيها، التحق في العام 2008 بجامعة الأقصى للالتحاق ببرنامج دراسة البكالوريوس، وتحصص في دراسة علوم الرياضيات، وكالمعتاد كان متفوقا في دراسته.
ركب الدعوة والجهاد
كان محمد منذ صغره محبا للمسجد، وملتزما في أوقات صلاته في مسجد البراء بن عازب، لطالما كان لا يرجع للبيت بعد صلاة الفجر إلا بعد أن تشرق الشمس؛ طالبا الأجر والثواب من الله.
غدا شبلُ مسجد البراء بن عازب، شاباً نشطاً ميدانياً فلقد دَأب على المشاركة في ممارسة النشاط المسجدي والحركي في منطقته وخارج المنطقة على كافة أصعدته، سبّاقاً نحوه لتنفيذ واجباته، والحق في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس وبايع جماعة الإخوان المسلمين، وكان عضواً في اللجنة الاجتماعية داخل أكناف المسجد، وهذا ما كشف عن طبيعته العاملة النشطة التي تسعى نحو النجاح والبذل دوماً.
عُرف عن شهيدنا محمد وعيه المبكر وهمته القوية وحبه وإلحاحه للعمل في صفوف الجهاز العسكري، وبدأت شجاعته ورجولته تتجسد أمام نظر قيادته حتى تم ترشيحه المباشر ليكون أحد فرسان كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 2007م.
خاض محمد عدة دوراتٍ عسكرية مكثفة حصل فيها، ليشارك اخوانه في الرباط على الثغور بشكل دائم ويشارك اخوانه في حفر الانفاق القسامية، وتخصص شهيدنا في سلاح المشاة حيث تلقى العديد من الدورات المبتدئة والمتوسطة حيث كان متميزاً في الرماية به.
بقي الفارس على همته وعزيمته طوال مشواره الجهادي، وتميز بشجاعته وإقدامه وعدم خشيته في سبيل الله، وحرصه على أداء ما عليه من أعمال جهادية ورباط على الثغور مهما كانت ظروفه.
على موعد
مع تغول العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة من قتل وحصار خانق واغتيال لأبناء شعبنا وقصف لبيوت الامنين فكان لمقاومة شعبنا وخصوصا كتائب القسام ان تكون بالمرصاد وتلجم العدو فكانت صواريخها تدك (تل أبيب) والمدن المحتلة عام 1948م، وانطلقت معركة العصف المأكول التي واجه العدو فيها مقاومة شرسة ألحقت به الخسائر والقتلى في صفوفه وكان حي التفاح من المناطق التي تعرضت لاجتياح من قبل قوات الاحتلال.
خرج شهيدنا محمد ملبياً نداء الجهاد وبتاريخ ١١/٧/٢٠١٤ قامت طائرات العدو بقصف المكان الذي يتواجد فيه شهيدنا محمد السميري ليستشهد على الفور، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.