الشهيد القسامي / محمود محمد حسن غانم
كتوماً على أسرار العمل الجهادي
القسام - خاص :
يا لها من تضحيات المؤمنين، وعزيمة الرجال الثابتين المرابطين المجاهدين في سبيل الله تعالى، عندما يمضي رجال القسام الأبطال حاملين أرواحهم على أكفهم، يسيرون في طريق ذات الشوكة، وابتغاء الشهادة في سبيل الله فداء للدين ونصرة للحق أمام الباطل وغطرسته، وبايعوا الله عز وجل على المضي قدما في درب الشهادة، غير آبهين بوعورة الطريق، من حروب ونيران ولهيب العدوان، خرجوا من رحم هذه الأرض ممتشقين سلاحهم الطاهر في وجه أعداء الدين والوطن اليهود ومن والاهم.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد محمود غانم في مخيم البريج في العيادة التابعة لوكالة الغوث، وذلك يوم الأربعاء بتاريخ 8/9/1993م، فازداد البيت بهجة بقدومه، وعمت الفرحة أرجاء العائلة ومنازل الحي.
كان شهيدنا القسامي محمود مرحا وضحوكا جدا في فترة طفولته كباقي الأطفال، وفي هذه الفترة كان باراً بوالديه يسعى في قضاء حوائجهما، ودماً يطلب منها الدعاء له بالتوفيق والنجاح.
وأما عن علاقته بإخوانه فقد كان يعاملهم بكل ود وحب، حنونا جدا على إخوته وأهل بيته، يملأ البيت دفئا وحنانا، وكانت علاقته بأقاربه وجيرانه قائمة على الحب والاحترام المتبادل، يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم.
دراسته وعمله
تلقى شهيدنا القسامي محمود غانم تعليمه في مدرسة أبو هريرة، وكان تعامله مع زملائه قائما على الود والمرح والنشاط، فعرف بأدبه وأخلاقه العالية وبتواضعه، وكان يعامل معلميه بكل احترام وبخلق حسن، وبذلك كسب محبة الجميع له.
لم يتسنى لشهيدنا دخول الجامعة ولكنه التحق بصفوف الكتلة الإسلامية، وعمل على بناء علاقات حميمة قائمة على المحبة والاحترام، ولقد برز شهيدنا في جميع الأنشطة والفعاليات التي كانت تقام.
أما عن مهنة شهيدنا فقد عمل في السوق التجاري، وكانت علاقته في عمله قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والتواضع، وعلى المحبة أيضا، فكان محبوبا بين العاملين وبين الناس.
ركب الدعوة والجهاد
تربى شهيدنا في المساجد منذ صغره ، حيث كان من رواد المساجد، يصلي جميع صلواته في المسجد الكبير، والتزم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ودروس السيرة النبوية العطرة.
وكانت له عدة نشاطات جماهيرية في صفوف الكتلة الإسلامية، والتحق بركاب الدعوة عام 2010م وانضم إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس من خلال ما اشتهر به من أخلاق وسلوك حسن مع الجميع، ومن خلال مداومته في المسجد،.
انضم شهيدنا إلى صفوف كتائب القسام، فقد كان حلمه الوحيد في ذلك الوقت، فحين تمت الموافقة على اسمه ليكون من عناصر كتائب القسام كاد يطير من شدة الفرح، لأنه حقق ما أراد.
وبعدها خاض شهيدنا محمود العديد من الدورات العسكرية القسامية التي تؤهله لأن يكون مقاتلاً قساميا صنديداً تهابه الأعداء إن حط بساحتهم يوما منازلاً في يوم يعز الله فيه الإسلام والمسلمين.
تميز شهيدنا بحبه للرباط والسمع والطاعة لقيادته وإخوانه، كما كان صاحب همة عالية في عمله، وشارك في حفر الأنفاق القسامية والرباط على الثغور والحراسة في المناطق الداخلية، وكذلك اشترك في الأنشطة العسكرية المختلفة في منطقته.
استشهاده
ارتقى شهيدنا القسامي محمود غام بتاريخ ٢٢/٧/٢٠١٤م، خلال معركة العصف المأكول، بعد استهدافه من الطيران الحربي برفقة ثلاثة من إخوانه خلال تواجدهم في كمين قسامي أعد لجندلة جنود العدو حال مرورهم.