الشهيد القسامي/ محمد فارس محمد الحمايدة
رجال الأنفاق
القسام - خاص :
ما أجملها من شهادة، وما أروعها من قلادةٍ، يتوسمون العزم والإرادة، ويرتدون ثيابَ الجهادِ، وينزعون غمدَ سيوفِهم، ليدكوا حصون الباطل، ويرتقون، وأي الارتقاء ارتقاؤهم، هؤلاء الأبطال الواهبون أرواحهم للبارئ.
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا القسامي محمد في مستشفى ناصر بتاريخ 16/3/1991 م، ووافق أيام ميلاده حرب العراق (صدام)، فنما وترعرع في مخيم الشابورة للاجئين بمدينة رفح، وهناك بدأ قلبه يتعلق بالمسجد منذ صغره وتبلورت شخصيته الإسلامية.
كان علاقة شهيدنا بوالديه علاقة متينة جداً حيث كان كثير التعلّق بهما، وخاصةً أمه فكان يولي لها عنايةً خاصة، وتميز بحبه للأطفال فكان يصحبهم معه إلى المسجد، وكان بارّاً بأهله وجيرانه أيضاً، وكان حنوناً على إخوته وعلاقتهم قائمة على الحُب وكان يرشدهم إلى الطريق الصحيح في حل مشاكلهم، وكان إمامهم في البيت وفي صلاة الجماعة.
لم تقتصر علاقته الطيبة بأهله فحسب، بل إن علاقته بجيرانه وأقاربه كانت علاقة طيبة، فكانت قائمة على الإحترام المتبادل بينهم وعلى الحُب والود الشائع بين الحيران المتحابين، وكان يشهد له الجميع بحسن خلقه وبشاشته.
مراحل دراسته وعمله
تميز محمد في دراسته، وكان دوماً ما يحصد المراتب الأولى بتفوق، وارتبط بعلاقة جيدة جدًا مع زملائه في المدرسة ومن الشباب في المراحل الأخرى، وأيضاً كان على علاقة جيدة بمعلميه فكانوا يحبونه، ويشجعونه على التفوق والنجاح، وكان أيضاً أحد أعضاء الكتلة الإسلامية الفاعلين.
في ركب الدعوة
التزم محمد منذ صغره بمسجد الاروق بالمخيم، وازداد تعلقاً به في المرحلة الاعدادية، فكان أحد الشباب الفاعلين والمشاركين في كافة أنشطه المسجد والحركة، بل والمساعدين فيها، فعمل شهيدنا في اللجنة الإعلامية بمسجده، وكان ملتزماً بنشاطاته، ولم يكن ليضيع على نفسه أن يكون مشرفاً في المخيمات التي ينظمها المسجد ابتغاءًا للأجر والثواب الحسن من الله.
حياته الجهادية
انضم محمد إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في العام 2009 م، بعد أن رأى منه الإخوة الإصرار على الالتحاق بهذا الركب العظيم والإصرار على الجهاد وبعد أن تبيّن لهم صدقا النية، كان له ما أصر وأراد.
وكانت له بداية المحب الطالع لما أحب، فبدأ عمله بنشاطٍ وحيوية شهد له فيها كُل من رآه في الميدان، فقد كان مجاهداً صنديداً لا يخشى الموت ولا يهابه، مما أهله كي يكون عليه الإختيار ليكون أحد أفراد وحدة النخبة القسامية، فأًصبح واحداً من أفرادها الناشطين وكان من المميزين في تخصص الدروع، كان يلتزم بأوقات الرباط وسبّاقاً للقيام بالأعمال الجهادية.
تميز شهيدنا القسامي محمد بالسمع والطاعة لقادته، وعرف عنه هدوءه وسكونه ورزانته وحكمته في التصرف، كل ذلك جعله محط ثقة من قبل قادته حيث كان من الأفراد المرتكن عليهم، فقد كان يخرج في مهمات خاصة لزرع العبوات والألغام والبراميل المتفجرة مع إخوانه في المناطق الشرقية.
موعد مع الشهادة
وبعد أن قضى محمداً حياته في سبيل إعلاء كلمة الحق والجهاد، كان له موعداً انتظره منذ قدم نفسه هديةً لله وفي سبيله، فقد ارتقى محمداً شهيداً إلى العلا، بعد أن نفذ عملية إستطلاع مع إخوانه محمد البكري ومحمود الحمايدة من أحد العيون أُثناء حرب العصف المأكول، حيث اكتشف العدو عين النفق التي كانوا فيها فقام بتفجيرها عند وصولهم إليها لتنفيذ العملية، فارتقوا على أثرها شهداء نحو العلا بتاريخ 19/7/2014م.
رحم الله شهيدنا محمد ورفاقه محمد البكري ومحمود الحمايدة وأسكنهم الله فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.