الشهيد القسامي / محمد منير مصطفى عاشور
المجاهد الصنديد الذي لا يخشى الموت
القسام - خاص :
هي حكاية العطاء الذي لا يتوقف، وهي سلسلة الانتماء الحقيقي للإسلام قولا وفعلا، وهي بطولات جبلت بالتضحيات، وسيرة الصادقين الثابتين في زمن كثر فيه المنهزمين.
ولأنهم الشهداء .. من عملوا فسبقوا، وصمتوا فتكلم فعلهم، واجتهدوا فجدوا وأرعبوا عدوهم، من صدقوا الله فصدقهم، من عاشوا بجسدهم بين الأحياء لكن أرواحهم تسكن حيث البقاء، لأنهم من رسموا بتضحياتهم طريق التضحية والفداء، من كتبوا بدمائهم حكاية عشق أبدي، لتراب فلسطيني سرمدي، بدم قسامي أبي، على طريق وطن اقتربت حريته بتضحيات السابقين، وثبات القساميون.
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا في مدينة رفح بتاريخ 26/11/1988 م في بداية الانتفاضة الأولى وأصيب في الإنتفاضة الأولى بعيار مطاطي من قبل قوات الاحتلال وكان عمره عامان عندما كان يسير مع والدته.
عرف عن شهيدنا أنه كان هادئاً جداً ومحبوباً من الجميع وكانت تربطه علاقة مميزة بأهله وبوالديه حيث كان بارّاً بوالديه ومحباً لإخوانه وأخواته، كان شديد على إخوته في الصلاة فهي عماد الدين وكان حنوناً عليهم ويلبي احتياجاتهم.
كان يود أٌرباؤه بشكل كبير فقد تربى بمنزل جداه وكان يزور أقراؤه دائماً ومحبوباً عند جيرانه جميعاً حيث يشهد له جيرانه بالإلتزام والصلاح، التزم شهيدنا منذ صغره بالمسجد في يبنا قبل انتقاله إلى الحي السعدي فقد كان مسجد الهدى منشأه الإسلامي وكان محافظاً على الصلوات فيه وملتزماً بأنشطته وفعالياته.
مراحل دراسته وعمله
درس شهيدنا مرحلته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث بمدينة رفح وقد أنهى دراسته الثانوية في مدرسة بئر السبع وحصل على شهادة الثانوية العامة بنجاح وظلت علاقته بزملائه قائمة على الإحترام المتبادل والصدق حيث كان يوده الجميع ويتزاورون إلى أن استشهد محمد.
لم يستطع محمد أن يكمل دراسته الجامعية لأنه كان يعمل في القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية فلم يستطع التفرغ لدراسته، تم نقله للعمل في جهاز هندسة المتفجرات وكان يؤدي عمله على أكمل وجه وكان ملتزماً فيه ولم يكن يخبر والديه أنه يعمل في جهاز الهندسة إلا بعد مرور عام على عمله فيه خوفاً من إغضاب أمه.
إلتزامه في المسجد
التزم شهيدنا منذ صغره في المسجد حيث كان مداوماً على الصلوات محافظاً عليها وكان مشاركاً في جُل أنشطة المسجد وأيضاً التزم في الأسر التنشيطية والتي من خلال تعرف على الطريق الذي يسير به نحو الإنضمام إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس.
إنضم شهيدنا إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس عن طريق المسد حيث عرف بنشاطه والتزامه ومساعدة إخوانه من أبناء العمل العسكري والحركي في المسجد.
حياته الجهادية
بداية انضمام شهيدنا إلى الجناح العسكري لحركة حماس كان في العام 2004م وبدأ شهيدنا مسيرته في كتائب القسام جندياً مجاهداً وبعدها أصبح مسؤولاً لإحدى المجموعات المجاهدة وانتقل بعدها إلى تخصص المدفعية في الكتيبة الغربية عام 2014م وكان ملتحقاً من قبل في كتيبة يبنا، ولحرصه على أداء العديد من المهمات إنضم شهيدنا إلى سرية النخبة في الكتيبة الغربية إلى جانب عمله في وحدة المدفعية، وكان نعم المجاهد الصنديد الذي لا يخشى الموت وكان دائم التقرب إلى الله في عمله الجهادي.
كان شهيدنا ملتزماً بأداء كافة الأعمال الموكلة إليه من قبل إخوانه القادة والأمراء وتميز بالإخلاص والسمع والطاعة لهم، فكان ينافس إخوانه في الاعمال الجهادية والمهمات الصعبة وكانت من أسمى أمنياته الشهادة في بيل الله لرفع راية لواء الإسلام عالياً.
شارك شهيدنا في العديد من العمليات العسكرية والجهادية فقد ارتبط حياته بتخصص المدفعية وقام بالمشاركة في عمليات إطلاق قذائف 107 ورشقات صاروخية عديدة على المغتصبات وقام بالمشاركة في إطلاق قذائف الهاون على المغتصبات المحاذية وأيضاً شارك في العديد من العمليات الخاصة ومنها الإعداد والتجهيز ونصب الصواريخ.
موعد مع الشهادة
كان شهيدنا يحرص على المشاركة في العمليات الخاصة الجهادية لحبه الشديد لمقاتلة أعداء الله ولحبه الشديد للشهادة، فكان دائماً تواق ومشتاق وطالباً لها وأن يثخن في العدو فقد آثر على عدم ترك رباطه في المناطق الشرقية في حرب العصف المأكول كي يتمكن من تنفيذ أكبر عدد من المهام وأن يثخن في العدو قدر استطاعته وخوفاً على إخوانه من القدوم على المكان فكان مصراً أن يبقى أكثر في المكان حتى استشهد فكانت له أمنيته المحققة.
ففي حرب العصف المأكول كان شهيدنا برفقة الشهيد رائد أبو هاني في مهمة شرق رفح وهي إطلاق قائف 107 على موقع إسناد صوفا العسكري التابع لقوات الاحتلال وقاموا بعدة مهام من المربض الذي كلفوا فيه وبعد الإيعاز لهم من مكان قريب بتذخير المربض لعملية أخرى ترجل شهيدنا ليذهب لتذخيره ولكن أعداء الله باغتوه بصاروخ من طائرة إستطلاع ليستشهد على إثره وليرتقي إلى ربه شهيداً مرابطاً مقاوما بتاريخ 11/7/2014م.
وإنه لجهادٌ جهاد، نصرٌ أو استشهاد..