• يوسف صالح شريم

    ارتقى مقاتلا شرسا

    • يوسف صالح شريم
    • الضفة الغربية
    • قائد ميداني
    • 2023-03-16
  • عبد الفتاح حسين خروشة

    منفذ عملية حوارة النوعية

    • عبد الفتاح حسين خروشة
    • الضفة الغربية
    • مجاهد قسامي
    • 2023-03-07
  • معتصم ناصر صبّاغ

    المجاهد المشتبك

    • معتصم ناصر صبّاغ
    • الضفة الغربية
    • مجاهد قسامي
    • 2023-03-07
  • بلال يوسف حميد

    على درب الجهاد تحلو الحياة

    • بلال يوسف حميد
    • غزة
    • مجاهد قسامي
    • 2023-02-15
  • منار خميس الهمص

    رفيق الشهداء

    • منار خميس الهمص
    • رفح
    • قائد ميداني
    • 2023-01-06
  • حبيب حمزة المصري

    صاحب الواجب والنخوة

    • حبيب حمزة المصري
    • الشمال
    • مجاهد قسامي
    • 2019-03-24
  • مازن محمد فقها

    أرّق العدو بصفعات قاتلة في قلب فلسطين

    • مازن محمد فقها
    • الضفة الغربية
    • قائد عسكري
    • 2017-03-24
  • ياسر عزات سلطان

    أقسم على الله الانتقام للشيخ ياسين

    • ياسر عزات سلطان
    • رفح
    • مجاهد قسامي
    • 2004-03-24
  • محمد أحمد القاضي

    صاحب الثأر القسامي العنيد

    • محمد أحمد القاضي
    • رفح
    • مجاهد قسامي
    • 2004-03-24
  • همام محمد أبو العمرين

    الرجل الذي صدق الله فصدقه الله

    • همام محمد أبو العمرين
    • غزة
    • قائد ميداني
    • 2004-03-24

من أوائل المجاهدين وقائد عسكري فذ

محمد إبراهيم أبو شمالة
  • محمد إبراهيم أبو شمالة
  • رفح
  • قائد عسكري
  • 2014-08-21

القائد القسامي/ محمد إبراهيم صلاح أبو شمالة

من أوائل المجاهدين وقائد عسكري فذ 

القسام- خاص:

قائدٌ عظيم من قادة كتائب الشَّهيد عز الدين القسَّام، خاض غمار مقارعة المحتل على مدار ربع قرن، شقَّ طريقاً للمقاومة، وبدأ مقارعة الاحتلال الصُّهيوني في مُقتبل عمره، فلم يَنعُم بطفولة هانئة، بل كان لزاماً عليه ألَّا يترك هذا العدو يهنأ، أو يهدأ له بال، أو يَقِرَّ له قرار.
سار بعزَّةٍ لا تنكفئ وبشعلةٍ لا تنطفئ، يقفز فوق عقارب الزَّمن، يقطع ساعاته بين إعدادٍ وجهاد، يسمو بقدرات كتائب القسَّام التي غدت تواكب تراكم القوى والقدرات، وخاض ميدان المواجهة بعقليته الفذَّة وتخطيطه الإستراتيجي.
كان له الدور الكبير في معركة الفرقان عام 2009م، ومعركة حجارة السِّجِّيل عام 2012م، ومعركة العصف المأكول عام 2014م، فضلاً عن أسر الجنود، حتَّى غدت رفح في عهده صُّندوقًا أسودًا يُخفي تاريخاً أبيضاً ناصعاً للمقاومة.

الميلاد والنَّشأة

حظِي الأوَّل من فبراير عام 1974م، بميلاد القائد القسَّامي محمَّد إبراهيم صلاح أبو شمَّالة في أسرةٍ فلسطينيَّةٍ هُجِّرت من قرية بيت دراس عام 1948م، واستقرَّت في مخيَّم يِبْنا بمدينة رفح للاجئين الفلسطينيِّين، وقد توفِّي والده في سن مبكرة، في وقتٍ لم يتجاوز فيه محمَّد عامه الثّالث؛ فنشأ يتِيماً؛ وكابدت عائلته المكوَّنة من أحد عشر فرداً ظروف الحياة الصعبة.
كان محمَّد من هُواة القراءة والإنشاد والتَّمثيل، وتمتَّع بثقافةٍ عالية، خاصَّةً في الجانب الدِّيني، وعرف بصوته النديٍّ في قراءة القرآن، وامتلك موهبة الرَّسم والخطِّ الجميل، إضافةً إلى هواية صيد العصافير، وحبّه للقراءة والاطلاع.
تجسَّدت في شخص القائد أروع الصِّفات وأكرم الأخلاق، حتَّى عُرف بين أهله وإخوانه ومجتمعه برُقيِّ خصاله وطيب معاملاته، فقد اتُّصف القائد محمَّد بالإيثار، وحسن الظَّنِّ باللَّه، ومساعدة الآخرين، وحفظ الأمانة، والتَّواضع، والكرم والشَّجاعة.
كما تميَّز بالهدوء وحسن الخُلُق وطيب العِشْرة، فلم تُسجَّل عليه أيّ خلافاتٍ أو مشاجرات، بل كان ليِّناً سمحاً، وقد أثمرت هذه الأخلاق الحميدة أنْ غدا قائدنا رحمه الله المفتاح الأوَّل لحلِّ مشكلات مدينة رفح الاجتماعيَّة منها والتَّنظيمية، وحقن من الدِّماء الكثير.
تزيَّنت أخلاقه الدَّمِثة بالجود والكرم الذي يرقى به الرَّجال، فقد حرص أبو خليل أيَّما حرصٍ على تفقُّد وتحسُّس العامَّة، مهتماً بذوي الفقر والحاجات، وقدَّم الكثير من المساعدات للمساكين والمحتاجين، وتكفَّل بإغاثة بعض الأسر لبضع سنين.
تزوَّج القائد محمَّد أبو شمَّالة في 2 نوفمبر عام 2001م، من السيدة فريال حسن نمر النَّملة، وأنجبا سبعةً من الأولاد: سِتُّ بناتٍ، وابناً واحداً، فكان نعم الزوج والأب الهادئ والمحب، نموذجاً للأب الحنون، والقدوة الحسنة لأبنائه، يربِّيهم على مبادئ الإسلام العظيم.

قربه من الله

كان القائد أبو خليل على صلةٍ وثيقة باللَّه تعالى في جميع أفعاله وأقواله، وحِلِّه وترحاله، يحسن الظَّنِّ باللَّه، مُسَلِّمًا الأمر كلِّه له، مؤمناً أن الله لا يُقدِّر إلَّا الخير وإنْ كان ظاهر الأمر خلاف ذلك.
حافظ على صلواته الخمس، وحرص أشد الحرص على أداء صلاة الفجر جماعةً في المسجد، وطالما وصفها بأنَّها "بوَّابة النَّصر"، وبها يضمن كوْنَه في ذمَّة الله سائر يومه، كما أخذ بحظٍّ وافر من صلاة الضُّحىما تخلَّف عنها قطُّ، وكان دائم التَّسلُّح بسلاح الوضوء، كما حرص على وِرْدَه اليوميَّ من القرآن الكريم بصوته الشَّجيِّ، وكثيراً ما تمنَّى أنْ يُيسِّر الله له حفظ القرآن الكريم كاملاً.
اعتاد أبو خليل القيام والنَّاس قد رقدوا، متهجِّداً إلى ربِّه متبتِّلاً بصلاة الليل، يأتي ثُلُثَه أو نصفَه وإنْ شئت فقُل: كُلَّه، مُلحّاً على الله تعالى بأنْ يُكْرِمه الشَّهادة، مستذكراً كلَّ ذي فضلٍ يخصُّه بالدُّعاء، ولطالما كان يلهج لسانه بالدعاء لوالديه أنْ تنالهما رحمة الله ومغفرته، وللأسرى أنْ يُكْسَر قيدُهم، وللمسرى أنْ يُحرَّر من رجْسِ المحتل، ولم ينسَ زوجَه، وأبناءه، أو حتَّى عامَّة المسلمين.
عشق القائدُ محبوبَه رسولَ الله "محمَّد" -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصحابَته الكرام، فسار على طريقهم متأسِّياً بدربهم، ومتحلِّياً بصفاتهم، راجياً أن يُقبَل شهيداً مثلهم؛ ويسكن الجنَّة برفقتهم، وفي عام 2012م يسرّ الله لأبي خليل ورفيقاه القائدان: رائد العطَّار، وأحمد الجعبري، الذَّهاب لأداء فريضة الحج ملبِّياً نداء الله، وزائراً بيته الحرام، ومسجد نبيِّه العدنان، ومؤدِّياً الرُّكن الخامس من أركان الإسلام.

الحياة العلميَّة

بدأ محمَّد دراسته في مدرسة رفح الابتدائيَّة المشتركة التَّابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بمخيَّم يِبْنا عام 1980م، ثمَّ التحق بمدرسة ذكور رفح الإعداديَّة التَّابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين أيضاً، ثمَّ بمدرسة بئر السَّبع الثَّانويَّة للبنين عام 1990م، وأنهى المرحلة الثَّانويَّة عام 1992-1991م.
التحق بكلِّيَّة أصول الدِّين في الجامعة الإسلاميَّة بغزَّة عام 1993-1992م، ودرس فيها فصلاً دراسيّاً واحداً، ثمَّ توقَّف عن الدِّراسة؛ بسبب تعرُّضه للاعتقال ومطاردة الاحتلال.

من رياض الإخوان إلى ميدان القسام
(1987 - 1994)

بدأت تتشكَّل ملامح التزام القائد محمَّد أبو شمَّالة منذ نعومة أظفاره، لينضمَّ إلى جهاز الدَّعوة عام 1987م، وقد حسُن التزامُه في المحاضن التَّربويَّة، وتمكَّن من حفظ بعض أجزاء القرآن والأحاديث النَّبويَّة، وتميَّز بقدرته على الخطابة والإلقاء، إضافةً إلى تمام أخلاقه ودماثة صفاته وحبِّه للعمل الدًّعوي والجهادي في سبيل الله، الأمر الذي دعا قادة العمل إلى انتقائه رغم صغر سِنِّه، ليكون ضمن عناصر جهاز الأحداث.
شارك في أحداث مدينة رفح، حيث كان مع باقي والشَّباب ينتظر دخول المغتصبين للمنطقة، لرشقهم بالحجارة، ثمَّ تطوَّر الأمر لإلقاء الحجارة على الحافلات الصُّهيونيَّة، ومع انطلاق الانتفاضة الأولى عام 1987م، وإعلان انطلاق حركة حماس، انضمَّ أبو خليل بشكلٍ يومي لشباب المخيَّم، وشارك في إلقاء الحجارة على جيبات جيش الاحتلال، وإشعال إطارات السَّيَّارات، ووضع الحواجز الاصطناعيَّة –المتاريس- في شوارع المخيَّم.
بدأ الشهيد العمل ضمن جهاز الأحداث بكتابة الشِّعارات على الجدران، وقد تميَّز بخطه الجميل، كما أُوكلت إليه مهمة توزيع رسائل على الطُّلَّاب القادمين من الخارج بصورةٍ آمنة، وقد احتوت الرَّسائل على تكليف الطُّلَّاب بحمل همِّ الدَّعوة الإسلاميَّة والقضيَّة الفلسطينيَّة إلى الإخوة خارج فلسطين، فتميَّز المجاهد بالمبادرة والإقدام، وقد طلب من قيادة الحركة أن يتوسَّع في عمل الجهاز، من خلال تزويده بالسِّلاح، والسَّماح لهم بملاحقة العملاء.
استطاع أبو خليل إنجاز المهام التي كانت تلقى على عاتقه في جهاز الأحداث جميعها، ما جعل الأنظار تلتفت نحوه ليُختار للعمل ضمن صفوف جهاز الصاعقة الإسلامية مع حلول يونيو 1992م، بعد أن توافرت فيه معايير الانتساب والعمل داخل الجهاز، فبدأ وباقي المجاهدين بالتَّدرُّب على استخدام السِّلاح من حيث آلية الفك والتركيب وإطلاق النَّار، وشارك في أعمال الجهاز كافَّة، حيث كان هذا مُقدِّمةً للعمل ضمن صفوف كتائب القسَّام، وذلك مع بداية عام 1993م.
تعرَّض القائد للعديد من الإصابات خلال المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال، حيث أصيب في رأسه لأوَّل مرة خلال الانتفاضة عام 1987م، وفي عام 1988م أصيب بعيارٍ ناريٍّ في أنفه أثناء وجوده في بيت عزاء الشَّهيد وائل الهمص، كما أصيب بطلق ناري في قدمه خلال مواجهات الانتفاضة الأولى.

في أقبية الاعتقال

اُعتُقل القائد أبو خليل عام 1989م في سجن النَّقب الصَّحراويِّ أحد عشر شهراً، وكانت تلك المرَّة الوحيدة التي اُعتُقل فيها في سجون الاحتلال الصُّهيوني، فبعد أن غادر القائد أقبية السِّجن حتَّى بادر جيش الاحتلال بالسُّؤال عنه ومطاردته لإعادة اعتقاله.
لاحقت أجهزة السلطة الأمنية القائد محمد أبو شمَّالة عدَّة مرَّات، ففي يوم 19 سبتمبر 1994م، وأثناء سير أبو أيمن وأبو خليل بسيَّارتهما، تعرّضوا لإطلاق نار ما أدى لإصابة أبو خليل إصابة خطيرة، نقل على إثرها إلى العناية المركزة.
وفي أواخر عام 1995م خرج أبو خليل وأبو أيمن لمنطقة خِرْبَة العدس في مدينة رفح، فحضرت قوَّةٌ من الاستخبارات واعتقلته، وأمضى في سجونها سبعة أشهر، وما لبث بضعة أشهر خارج السِّجن حتَّى عادت السُّلطة لاعتقاله مرَّةً أخرى، وذلك عام 1996م، عقب استشهاد يحيى عيَّاش، ومكثوا في سجون السُّلطة ما يقرُب من خمسة أشهرٍ ونصف.
وفي عام 1999م، تعرض القائدان للمطاردة والملاحقة من أجهزة السلطة، قبل أن تقوم باعتقالهم ومحاكمتهم بتهمٍ باطلة، وقد حكم على القائد رائد العطار بالإعدام رمياً بالرصاص والقائد محمد أبو شمالة بالسجن المؤبد، ليخرجوا من السجن مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م.

صولات جهادية
(1994م – 2000م)

جاء قرار القائد العام أبو خالد الضيف منتصف عام 1994 بالتجهز لسلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال، فاجتمع القائدان أبو شمالة والعطار مع رفيق دربهم القائد أبو إبراهيم في مدينة خانيونس وبدأوا بالتخطيط لتنفيذ عمليات عسكريَّة، ومن هذه العمليات:
أولاً: عمليَّة موقع محفوظة العسكري (12 يوليو 1994م):
بتاريخ 12 يوليو 1994م، نفذ القائدان محمد ورائد رفقة القائد أبو ابراهيم عملية إطلاق نار تجاه سيارة تقل أكثر من 3 مغتصبين قرب موقع محفوظة، حيث أعلن الاحتلال عن وقوع إصابتين في صفوف جنوده، وُصفت حالتهُما بالمتوسِّطة.
ثانياً: عملية خزاعة (1994):
تمركز المجاهدون أبو أيمن، وأبو خليل، وأبو هادي خلف الكُثبان الرَّمليَّة في منطقة خزاعة شرقي خان يونس؛ وعند ظهور أحد الجيبات الصهيونية أطلقوا وابلاً من الرَّصاص تجاهه؛ ما أدَّى إلى توقُّفه، حيث أعلن العدوُّ الصُّهيوني لاحقاً عن وقوع عدَّة إصاباتٍ في صفوفه نتيجة هذه العمليَّة.
ثالثاً: جولات "مغتصبة موراج" الجهادية (14يوليو 1994م):
وبدأت أولى المهمات عندما باغت المجاهدون: رائد العطَّار، ومحمَّد أبو شمَّالة، وأبو إبراهيم سيَّارة نقل خضرواتٍ في محيط مغتصبة موراج شرق مدينة رفح يوم 14 يوليو 1994م يوم التَّنفيذ، وقد أعلن الاحتلال عن وقوع إصاباتٍ في صفوفه.
وبعد أيام كمن المجاهدون لعربة شحنٍ صُهيونيَّة كانت تجمع القمامة في موراج الشَّرقي، وأطلقوا عليها الرَّصاص من مسافة صفر، وبعد رصْد سيَّارةٍ يستقلُّها مغتصبان صهيونيان، تحرَّك العطَّار وأبو إبراهيم تُجاه السَّيَّارة المستهدفة، وأطلقا النَّار عليها ثمَّ انسحبا، بينما كان أبو شمَّالة ينتظرهما في مكانٍ معيَّن، وقد أعلن الاحتلال عن إصابة المغتصبين
رابعاً: انتقام الأحرار؛ أبو شمَّالة والعطَّار عمليَّة السُّلَّم (19 يوليو 1994م):
توجه محمد ورائد رفقة القائد أبو ابراهيم إلى مدينة رفح لتنفيذ العديد من العمليات هناك، وقد قام أبو خليل بوضع سلم على السلك الحدودي لإيهام العدو بعملية تسلل وتوقف الجيب العسكري، وبعد قدوم الجيب باتجاه أبو خليل، وترجل أحد جنود الاحتلال منه مشهراً سلاحه تجاه أبو خليل، حتى بادر المجاهدون الأربعة بإطلاق النَّار على الجيب من مسافة عشرين متراً.
كما ألقى أبو خليل القنبلة عليه، لكنَّها لم تنفجر، ثُمَّ سارعوا إلى خطِّ الانسحاب ثمَّ إلى بيت الشَّيخ طارق، وفي أوقاتٍ تلت العمليَّة أعلن الاحتلال الصُّهيوني عن مقتل الضَّابطِ الملازم (غي عوفاديا) 23 عاماً، حيث أُصيب بثمانٍ وعشرين طلقة، لكنَّه أخفى ما حلَّ بباقي جنوده.
خامساً: عمليَّة غوش قطيف الاستشهاديَّة (29 أكتوبر 1998م):
باشر القادة الثَّلاثة ( أبو خليل وأبو أيمن وأبو ابراهيم) عمليَّة التجهيز حيث اشتروا سيَّارةً من نوع أوبل من أحد المعارض بهويَّةٍ مزوَّرةٍ، ثمَّ زوّدوها بالمواد المتفجِّرة والعبوات النَّاسفة، وبعد جولات الرَّصد المتعاقبة، بات الهدف جليَّاً لدى المجاهدين، باصٌ صهيونيٌّ يسير في طريق (كيسوفيم)، فكان التَّخطيط أن يتوقَّف الاستشهادي صهيب تمراز مستقلّاً السَّيَّارة في أحد الشَّوارعٍ التُّرابية غرب منطقة المطاحن، حيث يُقابل الباص بالقرب من منطقة (محفوظة)، وما أنْ وصل الباص، وكان بجانبه جيب عسكري، حتَّى أُعطي صهيب الإشارة، فخرج بسيَّارته من الشَّارع التُّرابي، وفجرّ نفسه بالباص والجيب، ليُعلن الاحتلال بتاريخ 29 أكتوبر 1998م يوم التَّنفيذ عن مقتل جنديٍّ صُهيونيٍّ وإصابة اثنين آخرَيْن.
سادساً: عمليَّة موقع كيسوفيم العسكري (14 أغسطس 1994م):
استقلَّ القادة الثلاثة مركبة التًنفيذ من نوع بيجو 504 وانطلقوا صوب شارع صلاح الدِّين شمال طريق المطاحن، وبعد ظهور سيارة من نوع فورد، يزيد عدد مُستقلِّيها على خمسة مغتصبين صهاينة، طارد المجاهدون السيارة، حتى توازت السَّيَّارتان متقابلتين.
بادر أبو خليل وأبو إبراهيم بإطلاق النَّار من النَّوافذ عن مسافة صفر. حيث أدخل المجاهدان فُوَّهات البنادق داخل سيَّارة الهدف، ما أدَّى إلى انحرافها بجانب الطَّريق، وتوقُّفها، واعترف العدو بمصرع جنديٍّ واحدٍ ووقوع أربع إصابات، منها إصابتان حرِجتان.

مرحلة جديدة
(2000م – 2008م)

مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام2000م، وخروج القائد من سجون السلطة بدأت مرحلةٌ جديدةٌ من حياته ضمن صفوف القسَّام، حيث تولى أبو خليل مسؤولية القسام في الجنوب، وبدأ بالعمل برفقة القائدين أبو أيمن وأبو ابراهيم لمراكمة القوة ومجابهة العدو، فقام بتحويل بيته إلى ورشةٍ للتَّصنيع، وبذلك تُسجِّل مدينة رفح إنشاء أوَّل ورشةٍ في جنوب القطاع لتصنيع "قاذف الهاون وقذيفته"، تحت رعايةٍ مباشرةٍ من القادة الثَّلاثة: محمَّد أبو شمَّالة، ورائد العطَّار، وأبو إبراهيم.
قطع أبو خليل خلال مسيرته الجهاديَّة عدَّة مراحل تصنيعيَّة تطويريَّة للعبوات القسَّاميَّة، والتي تُوجت بإنتاج العبوة التي تُعرف بثاقب، وتطوير عبوَّة شواظ، كما أنتج رفقة مهندسي القسام نماذج أخرى عُرفت بالعبوة البرميليَّة التي يزيد وزنُها عن خمسين كيلو غراماً.
تمكَّن أبو خليل برفقة القائد أبو أيمن وفريق مهندسي القسَّام من إنتاج قاذفٍ صاروخيٍّ، ليتسلَّمه الأمين العام للجان المقاومة الشَّعبيَّة والقائد العام لذراعها العسكري "ألوية النَّاصر صلاح الدِّين" الشّهيد القائد جمال أبو سمهدانة أبو عطايا، من بيت أبو خليل حيث أُطلقت منه على أحد أبراج العدو.
أبدع في بناء جسور العلاقات وكسب ثقة المجاهدين خارج قطاع غزَّة، حتَّى باتا حلقة الوصل وخطَّ الإمداد بين داخل القطاع وخارجه، وذلك من خلال القائد الشهيد محمود المبحوح، الذي كان بدوره يعقد صفقات السِّلاح والعتاد في العديد من دول العالم، ويوصلها لأبي خليل، الذي استطاع إدخالها إلى داخل قطاع غزَّة.
وعبر خطوط الإمداد حقَّق القائدان طموحاً كبيراً على مستوى تطوير العتاد العسكري، فقد أصبح بحوزة المجاهدين سلاح الـ RBG، وعبواتٌ، وصواريخ، ومضادَّات للأفراد والدروع، في وقتٍ سادته نُدْرة الإمكانات وشُحُّ الأدوات.
ومن خلال مهمَّة الإمداد وإرداف ساحة قطاع غزَّة بالسِّلاح، حقق القائد التَّكافل الوطنيَّ بأجلِّ صورة، حيث مدّا عدداً كبيراً من فصائل المقاومة الفلسطينيَّة في قطاع غزَّة بالعتاد العسكريِّ على اختلاف أنواعه وأشكاله.
العمليَّات العسكريَّة التي أشرف عليها القائد أبو شمَّالة برفقة القائد العطَّار:
عمليَّة بوَّابة صلاح الدِّين "موقع ترميد العسكري" (26 سبتمبر 2001م):
عملية داخل الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، وقد تمكن المجاهدون خلال العملية من تفجير عمارة مكونة من ثلاث طوابق يقطنها عدد من جنود الاحتلال ، وقد تم استهداف هذا الموقع من خلال حفر نفق يصل طوله حوالي 150 متر وتفخيخه بكمية كبيرة من المتفجرات وتدمير الموقع.
عمليَّة موقع كرم أبو سالم (9 يناير 2002م):
عملية إغارة على ثكنة عسكرية صهيونية شرق رفح جنوب قطاع غزة، نفذها الشهيدين القساميين: محمد عبد الغني أبو جاموس وعماد اعطيوى أبو رزق، وقد أسفرت العملية عن مقتل 5 صهاينة بينهم ضابط وجرح 4 آخرين.
عمليَّة بُرْج حردون (17 ديسمبر 2003م):
عملية تفجير لبرج موقع حردون العسكري جنوب رفح، عن طريق نفق تمكن مجاهدو القسام من حفره أسفل الموقع، وأدت العملية إلى مقتل جنديين صهيونيين وإصابة آخرين.
عمليَّة تدمير موقع محفوظة العسكري أورحان (يونيو 2004 م):
تمكن خلالها أبطال كتائب القسام من الخروج للصهاينة وتفجير الموقع بالكامل عبر نفق يبلغ طوله 495 متراً، وأسفرت العملية عن مقتل 7 صهاينة وإصابة 30 آخرين.
عمليَّة براكين الغضب (تدمير موقع J.V.T) ديسمبر 2004م:
تمكن مجاهدو القسام من الإغارة على موقع "G.V. T" العسكري القريب من معبر رفح الحدودي مع مصر، وقد أسفرت العملية عن مقتل 5 جنود من وحدة الدوريات الصحراوية، وإصابة 6آخرين، 4 بجراح خطيرة، وقد استشهد خلال العملية المجاهد المؤيد بحكم الله الآغا (20 عاما) من خان يونس، بينما تمكن مجاهد القسام من الانسحاب بسلام.
عمليَّة الوهم المتبدِّد:
عمليَّةٍ عسكريَّةٍ استهدفت مواقع الإسناد والحماية التَّابعة لجيش الاحتلال على الحدود الشَّرقيَّة لمدينة رفح قرب معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزَّة، وذلك صباح الأحد 25 يونيو 2006م.
أشرف القائدان القساميان أبو أيمن العطار وأبو خليل أبو شمالة على عمليَّة الإعداد وحفر النَّفق والذي استمر لمدة ثلاثة أشهر خاض خلالها القائدان معركة التَّحدِّيات والإنجاز، حتَّى تمكَّنا والقيادة المتابعة من تمام إنجاز حفر النَّفق بطول بلغ 550 متراً، وبعد اختيار العناصر المنفذة للعملية تكفَّل قائدانا بتأمين جميع العتاد المُقرَّر لتنفيذ العمليَّة،
وكان حصاد هذه العمليَّة، مصرع اثنين من جنود الاحتلال، وهما ملازم أوَّل حنان براك 20 عاماً من سكَّان عراد، والعريف فابل سلوتسكر 20 عاماً من سكَّان ديمونا، وجرح ستَّةٍ آخرين، وأسْر عريف أوَّل جلعاد شاليط.
عملية نذير الانفجار الاستشهادية:
عملية إغارة على موقع كرم أبو سالم شرق رفح جنوب قطاع غزة، نفذها الاستشهادي غسان مدحت ارحيّم (23 عام) من حي الزيتون بغزة، والاستشهادي أحمد محمد أبو سليمان (21 عاماً) من تل السلطان برفح، والاستشهادي محمود أحمد أبو سمرة من دير البلح وسط القطاع، وأسفرت عن إصابة (13) جندياً من المتحصنين داخل الموقع، وقد قام القائد بتجهيز الاستشهاديين ومتابعة تنفيذ العملية.

محاولات الاغتيال

المحاولة الأولى عام 2002م
في إطار حرص القائد أبو شمالة على نسج علاقةٍ قويَّةٍ مع جميع أجهزة العمل العسكريِّ المقاوم للاحتلال، وأثناء مغادرته اجتماعاً عُقد مع كتائب الشَّهيد أحمد أبو الرِّيش، تعرَّض لمحاولة اغتيالٍ من طائرات الاستطلاع الصهيونية في مخيَّم بشِّيت بمدينة رفح.
المحاولة الثّانية عام 2002م
ردّاً على نجاح كتائب القسَّام في عمليَّة تفجير موقع كرم أبو سالم العسكري الصُّهيوني بتاريخ 9 يناير 2002م، والتي أدَّت إلى مقتل خمسة جنودٍ صهاينة، وإصابة أربعةٍ آخرين، حاول الاحتلال اغتيال القائد أبو شمَّالة، أثناء عودته من عملٍ له برفقة القائد العطار بمدينة خان يونس، عن طريق ملاحقتهم بالطائرات واستهدافهم بالصواريخ.
المحاولة الثالثة عام 2003م
مساء السّبت الموافق 19 أبريل 2003م، ظنّ العدو أنّ القائد محمَّد أبو شمَّالة في بيته وبرفقته القائد رائد العطَّار، فقرّروا اجتياح المخيّم؛ لاعتقال القائدين أو قتلهما، حيث تقدّمت آليّات العدو إلى مخيّم يبنا، تُدمّر كلّ شيءٍ في طريقها؛ وحاصرت المنطقة المستهدفة، وبدأت مكبّرات الصّوت تنادي على القائد محمَّد أبو شمَّالة ليخرج مستسلماً، مسلّماً نفسه إليهم.
خرجت والدته بكلّ قوّةٍ وشموخ؛ لتخبرهم أنّ ابنها غير موجود في المنزل، ومن شدّة غيظهم فتشوا المنزل؛ الأمر الذي أتاح الفرصة للمجاهد محمَّد عبد الوهّاب -استشهد عام 2003م- ليقنص جنديّين، وألقى مجاهدو القسَّام القنابل المتفجّرة عليهم؛ ما أدّى لتفجير المنزل.
في تلك الأثناء، كان القائدان أبو أيمن، وأبو خليل ومجموعةٌ من المجاهدين ينتظرون انسحاب الآليّات؛ ليشتبكوا معها، وقد أطلق القائد أبو خليل قذيفة آر بي جي على الدّبّابة المتمركزة بالقرب من بيت عائلة عوض الله في شارع آل الغنّام.
في حين وجّه القائد رائد العطَّار المجموعات من خلال جهاز (لا سلكي)  –الّذي كان حديث الاستعمال بين شباب المقاومة-، ففجروا الدّبّابات بالعبوَّات الجانبية، وبقذائف RPG؛ الأمر الذي أدّى إلى انسحاب دبّابات جيش الاحتلال من المكان، وبذلك نجا القائدان العطَّار، و أبو شمَّالة من محاولة الاعتقال أو الاغتيال تلك.

صولات القائد في معركة الفرقان

قبل معركة الفرقان بـ3 أيام حاول الاحتلال استهداف القائد أبو شمالة عن طريق قصف المكان الذي يتواجد فيه بعدد من صواريخ الـ F16، ومع حلول صباح ال27 كانون الأول (ديسمبر) لعام 2008م شنَّ الجيش الصُّهيوني أشدَّ سلسلة غاراته الجوِّيَّ على قطاع غزة، وأطلق على عمليته اسم الرَّصاص المصبوب.
ردّت المقاومة بمعركة الفرقان والتي استطاعت من خلالها الصُّمود والثَّبات وصدَّ ومنع الجيش الصُّهيوني من تحقيق أهدافه من هذا العدوان، وقد تصدَّر القائدان الإشراف الميداني على العمليَّات الجهاديَّة جنوب قطاع غزَّة خلال المعركة وما سبقها من مواجهات وارهاصات.
بقيَ القائدان على تواصلٍ مستمر مع قادة العمل العسكري، في متابعة مستمرة لتفاصيل مُجرَيات المعركة في حدود مناطقهم، وتبادل الاستخلاصات الميدانية الآنيَّة، وما أن وضعت الحرب أوزارها حتَّى بادر القائدان إلى عقد اللقاءات والاجتماعات اللوائية لأخذ العبر والاستخلاصات، ورفع رصيد الخبرة والمعرفة الميدانية من خلال التماس المآخذ ومعرفة الثَّغرات.
كل ذلك لفهم أساليب العدوِّ في خوض المعارك، ومن ثَمَّ العمل بمقتضاها خطوة احتراسٍ في حال بادر العدو إلى ارتكاب أيِّ حماقةٍ قادمة، فقد أمّنا الخطَّ الدِّفاعيَّ للمناطق الغربية والجنوبية والشَّرقيَّة، وتوجَّها لحفر الأنفاق  والكمائن في مناطق التَّماس مع العدو، حيث تحمّل القائدان العبأ الذي ترتَّب على تحقيق ذلك الإنجاز.
وعلى صعيد إمداد القطاع بالعتاد والسِّلاح الذي أخذ القائد على عاتقه حمل عبء أمانته، فقد كانت كتائب القسَّام بحاجةٍ لسلاحٍ نوعيٍّ يُطوِّر أداءها الجهادي؛ في مواجهة ترسانة الاحتلال العسكرية، بالإضافة إلى الحاجة الماسَّة لبعض المواد المستخدمة في صناعة الصَّواريخ، فما لبث القائد أبو خليل قليلاً حتَّى تمكَّن من توفير مستلزمات العمل الجهادي، عبر العديد من الطُّرق المتاحة والمبتكرة، حيث برع في إرداف القطاع بالأسلحة المتنوِّعة، وقد شهد ميدان القسَّام إدخال سلاح الكورنيت المضاد للدُّروع والآليَّات المصفَّحة، وكذا سلاح مضاد للطَّائرات.

صفقة وفاء الأحرار

خاضت حركة حماس معركة التَّفاوض "غير المباشر" مع الاحتلال -بوساطاتٍ مختلفة-؛ لإبرام صفقة تبادلٍ، تقضي بتسليم الجنديِّ الصُّهيوني (شاليط)، مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى، وكان من أركان وفدها المُفاوض قادة كتائب القسام أحمد الجعبري، ومروان عيسى، ومحمد أبو شمالة، الذين خاضوا سجالات هذا المُعترك، وكانوا جزءاً من الصَّاعقة التي حلَّت بدولة الكيان، ودفعت بعجلة التَّفاوض إلى الأمام.
شهد الثَّاني من أكتوبر لعام 2009م، صفقة الحرائر التي بدَّدت دُجى ليلٍ طويلٍ، وكسرت حلقات قيدٍ وثيق، بعد أن أرغم جيش الاحتلال صاغراً على تأمين الإفراج عن الحرائر الفلسطينيَّات، بوساطةٍ "مصريَّةٍ ألمانيَّة"، مقابل عرض كتائب القسَّام فيلماً قصيراً لا تزيد مدَّته على دقيقتين، يظهر خلاله مشاهد للجنديِّ الأسير جلعاد شاليط، فيه دلالةٌ على كونه بصحَّةٍ جيِّدة، ولا يزال على قيد الحياة.
أعلن الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أنّه قد أُبرم الاتفاق وسيتم التسليم خلال أسبوع، واتُّفق على أنّ التّسليم سيكون الثّلاثاء الموافق 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2011م، في دولة مصر الوسيطة، وإبان هذا الإعلان تداعت قيادة الجناح العسكري –كتائب الشَّهيد عزِّ الدِّين القسَّام- للاجتماع التشاوري حول كيفيّة التّسليم؛ حيث أخذ أبو خليل وأبو ياسر-أحد قادة القسام- موقعهما بجوار بوابة المعبر، والقائدان أبو محمَّد الجعبري وأبو البراء داخل المعبر؛ ليقوموا بمهمة استقبال السّيّارات التي تقلّ الجندي.
جاء اليوم المشهود، الذي تهيَّأت له أقلام التَّاريخ لتدشين بطولةٍ جديدةٍ يُصفع فيها الاحتلال الصُّهيوني أيَّما صفعةٍ تُوجِّهها المقاومة له، حيث جابت مركبات القسَّام شوارع القطاع قاصدةً موقع التَّسليم، وفق خطَّةٍ حاكتها عقولٌ فاقت كلَّ توقُّعات الكيان الصُّهيوني، وما أن وصل موكب القسَّام حتَّى التقى القائد أبو أيمن بتوأمه أبو خليل، ليواصلا معاً مهمَّة التَّسليم، حيث ترجَّل القائد قاصداً المركبة التي تُقلُّ الجنديَّ شاليط، يسير بخطى الواثقين الثَّابتين وعدسة إعلام العدوِّ الصُّهيوني ترصد كلِّ خطوةٍ له، فهي تُحدِّث عن مهانةٍ ووبالٍ طال كيانهم وبدَّد وهمهم، حتَّى اقتاده إلى الجانب المصريِّ حيث إتمام برنامج التَّسليم.

حجارة السِّجِّيل 2012م

14 نوفمبر 2012م؛ اغتالت طائرة استطلاعٍ صهيونيَّة القائد أحمد الجعبري، فردت كتائب القسام بمعركة حجارة السجيل والتي أمطرت خلالها الكتائب الأراضي المحتلة بمئات الصواريخ محلية الصنع والتي قضَّت مضاجع العدو وقلبت معادلاته.
أشرف أبو خليل برفقة القائد أبو أيمن خلال أيام العدوان الثمانية على عمليَّات إطلاق الصَّواريخ تُجاه المغتصبات المحيطة بالقطاع.
لقد مثَّل استشهاد القائد أبي محمَّد الجعبري خسارة لكتائب القسَّام، وعبئاً جديداً يُضاف إلى كاهل القائد أبو خليل، حيث تولَّى القائد أبو خليل الملفَّ الإعلاميَّ خلَفاً للقائد أبي محمَّد الجعبري، إضافةً لكوْنه يتقلَّد مسؤوليَّة الإمداد، وقيادة ملف التخصصات الميدانية داخل الألوية القسامية.

معركة العصف المأكول

في السابع من يوليو 2014م بادر العدو الصُّهيوني بخوض عمليَّةٍ عسكريَّةٍ ضد قطاع غزَّة، فصدر قرار من المجلس العام لكتائب القسَّام بالعمل وفق خطَّة الطَّوارئ ودرجات الاستنفار، فتولَّى القائدان مهمَّة متابعة تنفيذ تلك القرارات والتَّثبُّت من العمل بمضمونها، بغرض ضبط الحالة وحُسْن تقدير الموقف والاحتراز من محاولات غدر العدو.
أوعز القائد إلى مجاهدي القسَّام في رفح برفع حالة الجهوزيَّة الكاملة للمعركة، حيث استعدَّ المجاهدون للمواجهة، فور استلام إشارة الجهوزيَّة الميدانيَّة، كما تابع القائدان أبو أيمن وأبو خليل العمل لحظةً بلحظة يخوضان في تفاصيل الأمور عظيمها ودقيقها، حيث برعا في إدارة المعركة ومتابعة المجاهدين.
ومن أبرز العمليَّات التي أشرف عليها خلال معركة العصف المأكول:
عمليَّة صوفا 17/7/2014م:
في تمام الساعة 4:30 ص بدأ أبطال النخبة القسامية مهمتهم عبر أحد الأنفاق الاستراتيجية، حيث خرج المجاهدون عند بوابة موقع إسناد صوفا العسكري، وقاموا بتنفيذ مهمة استطلاع بالقوة كان هدفها رصد المكان ومعرفة أماكن تمركز العدو وآلياته بدقة من أقرب نقطة، كما دمروا منظومةً استخباريةً وضعها العدو مؤخراً.
عمليَّة الرَّيَّان:
وتمثلت العملية في تسلل مجموعة من قوات النخبة القسامية عبر نفق خلف خطوط العدو في منطقة الريان في محيط صوفا، حيث باغتت العدو واشتبكت معه من مسافة متر ونصف، وأكد أحد المجاهدين قتل 5 جنود بالرصاص 3 في الرأس و2 في مناطق مختلفة من الجسم وعاد المجاهدون بسلام.
عمليَّة أسر الضابط هدار غولدن:
صباح يوم الجمعة الأول من أغسطس 2014م، اشتبك 3 مجاهدين من وحدة النخبة القسامية مع قوة صهيونية من كتيبة جعفاتي أثناء توغلها في المناطق الشرقية لمدينة رفح، حيث تكمن المجاهدون من تنفيذ المهمة بنجاح والانسحاب بسلام بعد أن أوقعوا القوة بين قتيل وجريح، وبعد ساعتين من تنفيذ الكمين المحكم شرق رفح، كشفت كتائب القسام، لأول مرّة، أن جيش الاحتلال اكتشف فقدانه للجندي "هدار غولدين".

ارتقاء القائد

امتدَّت أيَّام المعركة المسعورة التي حاول جيش الكيان الصُّهيوني على مدارها النَّيل من المقاومة وقادتها، فما برح يواصل حالة التَّخبُّط يجرُّ ويلات الهزائم وتعاقب الحسرات، حتَّى جَنَّ ليل ال21 أغسطس 2014م، وحلَّت ليلة اليوم الرَّابع والأربعين للعدوان، حيث الوقت الموعود واللقاء المشهود يستقبلون قبلة الفلاح مع الكفاح، يشهرون سهام الليل الصَّائبة.
تسلَّل إلى خواطرهم دنوَّ الأجل فتعجَّل القادة الوصول، وفي دقيقة صمتٍ ولحظة سكونٍ فاضت أرواح القادة الثَّلاثة "رائد العطَّار، ومحمَّد أبو شمَّالة، ومحمَّد برهوم"،  تجاور ربَّ الأرض والسَّماوات، تشهد عزّاً وترقُب نصراً غَدَوْنا على أعتاب لُقياه.
 رحل قادة الأرض يُحلِّقون في أفق السَّماء بعد أن أغارت طائراتٌ حربيَّةٌ صهيونيَّةٌ ملقيةً 12 صاروخاً على محلِّ وجودهم، في منزلٍ لعائلة كلَّاب في حيِّ تلِّ السُّلطان بمدينة رفح، وبذلك يتحقَّق حُلمٌ لطالما راود جيش الكيان باغتيال القادة الثلاثة، ليرافقهم خمسةٌ من الشُّهداء؛ جرَّاء القصف، وهم: الشَّهيد حسن يونس 75 عاماً، الشَّهيدة آمال إبراهيم يونس، الشَّهيد أحمد ناصر كلَّاب 17 عاماً، الشَّهيدة نظيرة كلَّاب، الشَّهيدة عائشة عطيَّة، كما خلَّف القصف دماراً عارماً حلَّ بالمنزل ومحيطه، سجَّل خلاله نحو خمسٍ وعشرين إصابة متعدِّدة.

بسم الله الرحمن الرحيم
header

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

بيان عسكري صادر عن :
... ::: كتائب الشهيد عز الدين القسام ::: ...
كتائب القسام تزف إلى شعبنا وأمتنا القادة الشهداء محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم

بمزيد من الفخر والاعتزاز تنعى كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى شعبنا الفلسطيني وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل المجاهدين والأحرار في العالم شهداء رفح الأبرار وعلى رأسهم الشهداء القادة:

محمد إبراهيم صلاح أبو شمالة "أبو خليل"
(41 عاماً) عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام
رائد صبحي أحمد العطار "أبو أيمن"
(40 عاماً) قائد لواء رفح وعضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام
محمد حمدان برهوم "أبو أسامة"
(45 عاماً) من الرعيل الأول للقسام

والذين ارتقوا إلى العلا فجر اليوم إثر قصفٍ صهيونيٍ غادر في حي تل السلطان برفح، والشهداء الثلاثة هم من الرعيل الأول لكتائب القسام الذين تزينت بهم ساحات العز والجهاد وتشرف بهم الوطن الحبيب، وأذاقوا العدو الويلات وجرّعوا جنوده المرارة منذ ما يزيد على 20 عاماً.
وإذ نحتسب عند الله شهداءنا فإننا نعرض لشعبنا وأمتنا بعضاً من مناقبهم:-
- الشهيد محمد أبو شمالة: من مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، قاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وعُين قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية براكين الغضب ومحفوظة وحردون وترميد والوهم المتبدد، كما كان من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
- الشهيد رائد العطار: كان رفيق درب الشهيد محمد أبو شمالة في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات، حيث شارك في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائداً للواء رفح في كتائب القسام وعضواً في المجلس العسكري العام، وقد شهد لواء رفح تحت إمرته الجولات والصولات مع الاحتلال وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية الوهم المتبدد وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دوره الكبير في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
- الشهيد محمد برهوم: من أوائل المطاردين في كتائب القسام وهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، طورد من قوات الاحتلال في عام 1992م ونجح بعد فترة من المطاردة من السفر إلى الخارج سراً وتنقل في العديد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى القطاع ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد العدو.
وإننا إذ نودع شهداءنا إلى حيث يتمنى كل مجاهدٍ حرٍ أبيٍ لنعاهد الله ونعاهدهم وكل أبناء شعبنا ألا تنحني الراية التي رفعوها مع إخوانهم وضحوا بدمائهم من أجلها، ونطمئن أمتنا وشعبنا أن كتائب القسام لا يفت في عضدها ولا في عضد مجاهديها استشهاد أي من قادتها بل يزيدها ذلك إصراراً وعزيمةً على حمل الراية ومواصلة الطريق، وسيدفع العدو ثمناً غالياً لهذه الجريمة وجرائمه المستمرة بحق أبناء شعبنا.

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،

كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين

الخميس 25 شوال 1435هـ

الموافق 21/08/2014م

جميع الحقوق محفوظة لدى دائرة الإعلام العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام ©2023