الشهيد القسامي / سلام ماهر المدهون
يمضي سلام بكل عزيمة وثبات
القسام - خاص:
وقوافلُ الشهداءِ لا تمضي سدى، إن الذين يمضي هو الطغيان، ويمضي سلامُ بكل عزيمة وثبات وبخطى تعرفُ الطريقَ جيداً، نحو المجد والعلياء والتتويج بالخلود في جناتِ الله تعالى، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
فسلامٌ عليك يا "سلام" في الخالدين، فاليوم تلقى محمداً والصحبَ، اليوم تسير في ركب الشهداء وتلاقي أحبابك وأخاك الشهيد، لقد صدقت الله فصدقك يا مثالاً للبطولة والفداء، والإقدام والعطاء.
وأبصرَ النورَ
في الأولِ من شهر مارس لعام 1992م، كانت فلسطينُ وغزة وبالتحديد مخيم الرعب القسامي مخيم جباليا، على موعدٍ مع استقبالِ بطلٍ جديدٍ هُمام، سوف يكبرُ يوماً ويدك حصون بني صهيون وينتقم من قتلة الأطفال والنساء والشيوخ ومن مغتصبي الأرض ومدنسي المقدسات والقدس والأقصى الشريف.
اتصف شهيدنُا القساميُ بسلوكِ الأدبِ والأخلاقِ الحميدة، وانضباطه منذ صغره في حلقاتِ تحفيظ القرآن الكريم في مسجد الخلفاء الراشدين، وقد تميز بأدبه وأخلاقه وحبه للمسجد والالتزام وحب الجهاد وقد تمنى الانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام منذ صغره.
كان الشهيد مطيعاً وباراً بوالديه وحنوناً عليهما، ويسانده في الأزمات والظروف الصعبة وكان يمازح ويمرح مع والدته، فنال حب الجميع من حوله، وكان يضفي جواً من المحبة والألفةِ داخل البيت.
كان حنوناً بجميع إخوته وطائعا لإخوانه الأكبر منه سناً، ولا يرفض لهم طلباً، ويعطف على إخوته الأصغر منه سناً، وكان حنوناً بأخواته وكثير الزيارة لهن في بيوتهن.
في ظلالِ الكتابِ
درس شهيدُنا المجاهدُ الابتدائية في مدرسة "أبو حسين" في مخيم جباليا، وقد نفذت قوات الاحتلال الصهيوني جريمة بشعة في هذه المدرسة خلال حرب "العصف المأكول" واستشهد على أثرها العديد من النازحين إليها من المناطق الحدودية الشمالية لقطاع غزة.
وبعد أن أنهى المرحلة الابتدائية بنجاح، التحق بمدرسة "أ" بمخيم جباليا، ودرس الثانوية بمدرسة الشهيد "نزار ريان"، وكان كثيراً ما يصعد إلى منصة المدرسة ليلقي الخطابات الدينية والحماسية، فكان بارعاً في الخطابة الجماهيرية.
وخلال مراحله الدراسية تميز شهيدنا بحسن المعاملة للجميع، وبأخلاق إسلامية عالية، وبعد أن أنهى شهيدنا القسامي "سلام" المرحلة الثانوية بنجاح، التحق بمعهد حمودة الشرعي شمال قطاع غزة، وكان من أبرز العاملين في العمل الطلابي "الكتلة الإسلامية" على مستوى شمال قطاع غزة وكان يشارك ويدعو إلى العديد من النشاطات التي كانت تنظمها "الكتلة الإسلامية"
وخلال دراسته الجامعية رأس شهيدنا القسامي سلام فرقة " ألتراس أقصاوي" في منطقة الخلفاء الراشدين وكان له يد في أداء وترتيب أعمال لجنة العمل الجماهيري في مسجد الخلفاء.
في المسجد
تربى شهيدنا منذ صغره في مسجد "الخلفاء الراشدين بمخيم جباليا، وتربى في حلقاتِ التحفيظ حيث حفظ القرآن الكريم، وكان محبوباً من جميع إخوانه في المسجد.
ونظراً لالتزامه الشديد في حلقاتِ القرآن الكريم وحبه لكتاب الله عز وجل، توج عمله بحفظ كتاب الله كاملا "القرآن الكريم" ليكون له شفيعا ونوراً يوم القيامة إن شاء الله.
وخلال عمله الدعوي تميز شهيدنا في استقطاب العديد من الشباب الضالين، وهدى الله على يديه العديد من الأخوة، وكان كثيراً ما يجمع إخوانه حوله يتواصون بالخير والعمل الصالح.
انضم شهيدنا إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ نعومة أظفاره حيث تربى في مسجد الخلفاء الراشدين، وكان من أبرز العاملين في نشاطات المسجد على المستوى الرياضي والاجتماعي والحركة وكافة النشاطات.
التحق شهيدنا القسامي بفريق مسجد الخلفاء الراشدين الرياضي بمخيم جباليا، كما عمل في لجنة العمل الجماهيري على مستوى المنطقة.
في ساحاتِ الوغى
كان الشهيد رحمه الله في بدايته مع المقاومة شديد الرغبة في الرباطِ في سبيل الله والجهاد، وكان يطلب من إخوانه بأن يضموه إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام.
انضم شهيدنا القسامي – رحمه الله – إلى كتائب القسام في العام 2006م، وكان شديد الرغبة وكان يتصف بحب الجهاد والشجاعة والإقدام مما أهله للدخول وهو صغير السن.
وخلال ثماني سنواتٍ قضاها شهيدنا المجاهد "سلام المدهون" في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسامي، إليكم سجله الجهادي المشرف:
- انضم شهيدنا القسامي إلى وحدةِ المرابطين القسامية والرباط على حدود قطاع غزة الشمالية.
- تلقى شهيدنا المجاهد العديد من الدورات العسكرية.
- التحق شهيدنا القسامي بوحدة الدروع القسامية.
- تنفيذ العديد من المهام الجهادية الخاصة.
- المشاركة في حفر الأنفاق القسامية.
- المشاركة في العديد من الكمائن القسامية على حدود شمال قطاع غزة.
- المشاركة في عمليات استشهادية عديدة ضد جنود العدو الصهيوني.
وارتحلَ البطلُ
منذُ صغره كان يحدث كل من حوله عن الشهادةِ في سبيل الله، وكان يطلب من إخوانه أن يدعوا له بالشهادة والموت في ساحاتِ الوغى شهيداً.
في الحادي والعشرين من شهر يوليو لعام 2014م، وخلال معركة "العصف المأكول" تقدمت ثلة من أبناء القسام الميامين نحو الموقع الصهيوني 16 شمال قطاع غزة، عبر نفق حدودي، ليشتبك جنود القسام مع جنود الصهاينة ويوقعوا بينهم قتلى وجرحى، وفي اللحظات الأخيرة من المعركة ولشدتها خرجت الطائرات الحربية الصهيونية لتطلق صواريخها الحاقدة، بعدما فشلت مشاتهم في مواجهة القسام، ليرتقي عشرة أبطال من خيرة جنود النخبة القسامية بعدما أثخنوا في العدو الصهيوني الجراح.
رحمك الله يا سلام وأسكنه فسيح جنانه
والملتقى الجنة إن شاء الله
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
بيان عسكري صادر عن
..::: كتائب الشهيد عز الدين القسـام :::..
معركة "العصف المأكول"
كتائب القسام تكبد العدو خسائر فادحةً في عمليةٍ خلف خطوط العدو شرق بيت حانون وتزف ثلة من أبطال العملية
ويتواصل العطاء القسامي والمفاجآت المتتالية، وكل يوم يخرج المجاهدون للاحتلال من حيث لا يحتسب، ويخوضون معه ملاحم بطوليةً ويقاتلون جنوده بكل بسالةٍ وجهاً لوجهٍ انتقاماً لدماء الشهداء التي يريقها المحتل يومياً، والتي كان آخرها مجزرة الشجاعية والقصف المتواصل لمنازل المواطنين الغزيين، واليوم كان المحتل على موعدٍ مع ضربةٍ جديدةٍ من ضربات القسام الموجعة، التي باغتته وكبدته خسائر فادحة.
وصباح اليوم الاثنين 23 رمضان 1435هـ الموافق 21-07-2014م نفذ تشكيلٌ قتاليٌ من قوات النخبة القسامية عديده اثنا عشر مجاهداً عملية إنزال خلف خطوط العدو قرب موقع 16 العسكري شرق بيت حانون، ثم انقسم المجاهدون إلى مجموعتين كمنتا لدورية صهيونية، وفور وصول الدورية التي قوامها مركبتا قيادة لجيش العدو، أوقعها مجاهدونا بين فكي كماشة، حيث أطلق مقاتلو المجموعة الأولى قذيفة RPG تجاه الجيب الأول ما أدى إلى تفحمه، ثم اقتربوا منه وأجهزوا على جميع من فيه من الجنود، فيما اشتبكت المجموعة الثانية مع الجيب الآخر وأجهزت على من كان فيه من الجنود، بعدها انسحبت إحدى المجموعتين وأثناء مغادرتها لميدان العملية تعرضت لقصف من طائرات الاحتلال، فيما خاضت المجموعة الثانية اشتباكاً عنيفاً مع قوة صهيونية خاصة خرجت من موقع 16 العسكري انتهى باستشهاد أفرادها، ليرتقي في هذه العملية البطولية الجريئة 10 من مجاهدي القسام الأشاوس، فيما عاد مجاهدان إلى قواعدهما بسلام.
إن كتائب الشهيد عز الدين القسام وهي تثأر اليوم لدماء شهداء شعبنا وتضرب العدو ضربةً موجعةً، لتحيي أرواح شهدائها أبطال هذه العملية البطولية الذين قاتلوا العدو بشراسةٍ، وكبدوه خسائر فادحةً، لكن الله تعالى شاء لهم أن يرتقوا شهداء وهم صائمون، مقبلين مثخنين في أعدائهم، وإننا نعاهد شعبنا وأمتنا أن نواصل ضرب المحتل ومباغتته والرد على عدوانه وتلقينه دروساً لا ينساها بإذن الله.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،
كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين
الاثنين 23 رمضان 1435هـ
الموافق 21/07/2014م