الشهيد القسامي/ أحمد خليل حجازي اللوح
على درب الجهاد تحلو الحياة
القسام - خاص:
شاب وسيم، خفيف الظل، كريم معطاء، وهذا ليس بغريب عن أبناء الإسلام الذين تربوا على موائد القرآن فأحبهم الله وحبب بهم خلقه واصطفاهم شهداء بإذن الله.
شهيدنا "أحمد اللوح" سارع الخطى مع إخوانه في طريق الجهاد حتى لقي الله عز وجل، فكان ممن خاض القتال حين عز القتال، ومن الجنود الذين حبكوا خيوط النصر والتمكين بجهدهم وعزيمتهم.
نشأة المجاهد
شهد مدينة غزة في الخامس من ديسمبر لعام (1997) م، ميلادَ طفلٍ سيعيش بطلاً ثم يلتحق بقافلة الشهداء الأبرار.
كان ذلك الطفل أحمد اللوح يتميز بالهدوء، مهذباً ذو أخلاقٍ عاليةٍ خفيف الظل لا يؤذي أحداً، عرف ذلك الطفل طريقه إلى قلوب من حوله بَدءاً بوالديه وليس انتهاءً بإخوته وجيرانه وأقاربه، عرف طريقه إلى قلوبهم لما تحلى به من أخلاق حميدة.
تلقى أحمد رحمه الله تعلميه الأساسي (الابتدائي والإعدادي)، ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة (شهداء الزيتون)، وقد كان من العاملين في الكتلة الإسلامية في مدرسته وكان من الجنود المخلصين الذين يرتقون بالعمل الدعوي، ثم التحق في الجامعة ودرس تخصص إدارة أعمال، وخلال تلك المراحل التعليمية التي درسها مجاهدنا أحمد، امتاز بالعديد من الصفات والخصال التي جعلته محبوباً من جميع أصدقائه الطلاب وكذلك المدرسين، فقد عرف بهدوئه الشديد وأدبه الجم الذي أضفى عليه صبغةً خاصةً جعلته محلاً للتقديرِ والاحترام والاهتمام أيضاً.
كان أحمد رحمه الله يمارس عدة أعمال في مجال التجارة وغيرها ليساعد أهله في تحمل تكاليف الحياة ويشاركهم همومها الكثيرة.
التزامه في المسجد
لقد تربى الفارس أحمد منذ نعومة أظفاره على حبِّ المساجد فنشأ على طاعة ربه وتربى في بيوت الله تربية الشاب المخلص، فنشأ وترعرع على موائد القرآن وحلقات العلم
كان انتماء أحمد إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ كان طالباً في المرحلة الابتدائية، وإن كانَ ذلك لا يصدَق إلا أن ذلك الفتى انتمى مبكراً حقل الدعوة فقد كبر وقلبه يهتف للإسلام العظيم أنشودة المستقبل، ويهتف باسم حماس التي رأى فيها الخلاص من التراجع والهزيمة التي نحياها، فكان يحفظ القرآن الكريم في مسجد الامام الشافعي منذ صغره، وقد تلقى تربيته وإعداده على يد دعاة ومشايخ الحركة.
حيث كان كالحمامة يتنقل بين أروقة مسجده، أحبه مشايخه كثيرا لما كان يتحلى به من أخلاق عالية، يشهد كل من جمعه بشعبان مكان واحد أو عمل مشترك أو مسئولية موحدة أنه كان باراً بعهده وبيعته، وضارباً أروع الأمثلة في الولاء لدينه ثم لوطنه
بعد ذلك الالتزام الواضح والتعلق الجلي بالمسجد وبالدعوة الإسلامية ألح الشهيد على إخوانه لدخول كتائب القسام، وفي الكتائب كانت بدايته مشرقة فعمل في جميع المجالات بنشاط عز نظيره، حيث أنه رابط في الثغور الأولى.
انضمامه للقسام
انضم أحمد إلى صفوف كتائب القسام عام 2013م، وكان محباً للجهاد ومتشوقاً للعمل في سبيل الله.
والتحق المجاهد فورَ انضمامه إلى كتائب القسام، بالدورات التدريبية، فكان من المتميزين في تلك الدورات يُضرب فيه المثل في الالتزام بمواعيد الدورات والاجتماعات، فهو من المجاهدين الأفذاذ الساعين لنيل الشهادة في سبيل الله تعالى.
بَدَأَ الجنديُّ القساميُّ محمد بعمله في الكتائب بهمة عالية تعكس روحاً قتاليةً عاليةً وحباً كبيراً للكتائب، فكان من خيرة مجاهدي القسام الذين عرفتهم مواقع الرباط المتقدمة وخطوط المواجهة مع العدو الصهيوني، لا يعرف الخوف إلى قلبه طريقاً، بل تراه يقضي ليالي رباطه بالذكر والتسبيح والطاعات مسرعاً بتنفيذ الواجبات المكلف دون مللٍ أو كَلَلٍ.
ارتقاء المجاهد
لقد آن للمحب أن يلقى حبيبه، وآن للفارس أن يترجل عن صهوة جواده، بعد أن أوصى أن يسيروا على دربه.
لقد كانت حياتك يا أحمد حياةً جهاديةً مفعمةً بالعطاء والفداء والتضحية، فلله درك يا رجل المهمات الصعبة، فما أروع جهادك وما أروع عطائك، صعدت روحه الطَاهرة إِلى رَبها شَاهدةً عَلى ثَباته وصبره واحتِسابه.
لقي أحمد ربه شهيداً –بإذن الله تعالى- يوم الاثنين الموافق 17/5/2021م إثر قصف صهيوني خلال معركة سيف القدس، نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً، ونسأل الله تعالى أن يتقبله ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل جهاده خالصاً لوجهه الكريم.