الشهيد القسامي/ عبد المنعم أبو حميد(أبو معاذ)
صائد الشاباك
القسام ـ خاص :
هو عهد الرجال، أصحاب العزيمة التي لا تلين، والهمة التي لم تضعف أو حتى تستكين، وهي تضحيات أولئك الأبطال الذين رسموا بدمائهم الزكية الطاهرة خارطة الوطن الفلسطيني المسلوب، فكتبوا ببريق دمائهم بطولات وبطولات، وجسدوا بتضحياتهم طريق العبور نحو القدس والأقصى ويافا وعكا، وصبروا على الابتلاءات والمحن، حتى خجل الصبر من صبرهم، واحتسبوا معاناتهم في سبيل الله وحده، فكانوا بحق فرسان كتائب القسام.
ميلاد القسامي
ولد المجاهد القسامي عبد المنعم محمد يوسف أبو حميد في مخيم الأمعري عام 1970م لعائلة مهاجرة من بلدة السوافير الشمالية كانت قد انتقلت إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل هجرتها مرة أخرى عام 1970م لأسباب اقتصادية إلى منطقة رام الله.
نشأ عبد المنعم وترعرع في المساجد مما ولد لديه مفهوماً خاصاً به حول الإسلام قربة من الحركة الإسلامية التي سرعان ما أصبح أحد أعضائها وهو طالب في كلية الآداب بجامعة بير زيت واعتقل مرة واحدة عام 1987م.
اعتقاله
تميز الشهيد حميد بالتفوق في دراسته، والتزامه الديني، فقد شارك في الانتفاضة الأولى وأصيب فيها في ساقه، ومن ثم اعتقل عامين ونصف بعد قيامه بإخفاء المجاهد أشرف بعلوجي منفذ عملية الطعن في يافا والتي قتل خلالها ثلاثة من الصهاينة.
بعد خروجه من السجن التحق بجامعة بيرزيت كلية الآداب، واعتقل في سنته الأولى لمدة ثلاثين يوما، قام خلالها وبخطة مسبقة مع كتائب الشهيد عز الدين القسام باختراق جهاز الشاباك الصهيوني عن طريق الموافقة على التعاون معهم.
عقد شهيدنا لقاء مع ضابط المخابرات المسؤول عن منطقة رام الله، ضابط الشاباك الصهيوني « نوعم كوهين » ، ليتم اغتيال الضابط في عملية قسامية معقدة.
بداية التفكير
ويمكن القول أن بداية التفكير بهذا العملية تعود إلى يوم الخميس الموافق 16 كانون أول (ديسمبر) 1993م حين داهمت قوة من الجيش الصهيوني يرافقها ضباط من جهاز الشاباك منزل عائلة المجاهد عبد المنعم أبو حميد في مخيم الأمعري وعاثت فيه تفتيشاً وتخريباً وإتلافاً لمحتوياته وتركته في حالة دمار كاملة بعد أن سلمت صاحبه تبليغاً يقضي بمثول المجاهد عبد المنعم أمام ضابط الشاباك في الإدارة المدنية برام الله بعد ثلاثة أيام.
صائد الشاباك
الأسير القسامي المحرر علي العامودي سرد لموقع القسام تفاصيل العملية قائلاً: "تمّ وضع خطة معينة ومحكمة، وبناءً على هذه الخطوة تمّ التنفيذ، فكمنّا في مكان خلف سور بجانب الطريق، وكان الشهيد "عبد المنعم أبو حميد" في المكان الذي سيكون فيه اللقاء واتفقنا معه على إشارة معينه، وعند وصول الضابط يعطينا هذه الإشارة لنقوم بعملية إطلاق النار".
وأضاف " سارت خطوات تنفيذ العملية حسب ما رتّب لها، وأخذنا الإشارة ووزّعت المهام، وقمنا بإطلاق النار الكثيف مجرد وصول سيارة ضابط الشاباك، فأطلقنا عليه نحو (130 رصاصة)، كما أطلق الشهيد "عبد المنعم" النار من مسدسه تجاه الضابط.
وأوضح أن الشهيد "عبد المنعم" قام بسحب المسدس وإطلاق النار على ضابط المخابرات وعندها ترجّل الضابط من السيارة وأصبح في الشارع فخرجت برفقه الشهيد "عبد الرحمن حمدان" وقمنا بإطلاق النار على الضابط، مضيفاً: "بعدها انسحبنا من المكان سمعنا في الأخبار نتائج العملية، والتي كانت مقتل ضابط المخابرات وإصابة الاثنين الذين كانوا معه إصابات خطيرة، أحدهم في رأسه وكتفه والآخر في رأسه وصدره".
رحلة المطاردة
بدأت رحلة المطاردة للمجاهد عبد المنعم أبو حميد بعد العملية مباشرة، ليلقب بـــــ “صائد الشاباك” وفي تلك الأثناء قام الشهيد عبد المنعم بالاتصال براديو العدو وإبلاغهم أنه ومجموعته هم المسؤولون عن تصفية الضابط في أحد أحياء المنطقة الصناعية القديمة القريبة من قرية بيتونيا جنوب رام الله، وبعد مطاردةٍ لأشهر تمكن الشاباك من قتل أبو حميد (الملقب بصائد الشاباك).
رحيل المجاهد
وفي مساء 31/5/1994م قامت وحدة خاصة ارهابية من "المستعربين الصهاينة " بإعدام الشهيد عبد المنعم وكان يرافقه القسامي زهير فراح في بلدة الرام بالقرب من القدس المحتلة.
وقام "المستعربون" بإطلاق 6 رصاصات على رأس الشهيد و 17 على صدره كما فعلوا ذلك في رفيقه في الجهاد زهير.
رحمك الله يا شهيدنا المجاهد وأدخلك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء بإذن الله تعالى، وعهدك علينا أن نبقى على العهد باقون حتى النصر أو الشهادة.